شعر/ ناجح أحمد – صعيد مصر
لجت عليّ ليالي السهرْ
أجرت إثر صدمة العمرْ
صوتا يهز صريره النبر
إذ سار لي سرا حكى قر
أن يا حبيبي عد لا تنتظرْ
كن ري عطشي الذي أفتقر
فيك ابتليت كثيرا طال بتر
ظمأ الهواجر بي و الحظر
إذ رجعتي بالقرب منك بطر
لا بعد أعوام ولا حتى شهر
خوفي عليك ارحل بلا شر
خذ نفس راحلتك انج وفر
لا حب أنت من قيدي حر
احم نفسك من هجعة الحر
لا تمت أكثر مما قضيت
حبي وحبك الكبير انكسر
دم صائما في لاتكن كالبحر
تعلو بموجك ليلتي والمطر
لقد امتدت يد الحزن فينا
من قسوة الأسر بالقصر
اللائمات رجيمة بالبشر
قست قلوب تبغي الضرر
لا تحرك ساكني الذي اعتاد
ارتجال سهدك فانحسر
اقعد تألم عش بلا ضر
مُتَّ الكثير فيَّ وجه الخير
حتى أنا مت فيك القهر
إن عدت أنت عد واستمر
اضجع على ألمي وزد جرحي
ألما على ألم خطىً تذر
بي واطلع على قسوة الشوق
قد تسألني لا تزرني أعتذر
قل بالتحايل قالني السفر
بي حرقة بقيت أطالت المر
لا لا تقل عودي إلي الأمر
ابعث سلامك قط مع الطير
قم حادث الأشواق للزهر
الأنصاف من كل ثانية تمر
بيني وبينك اقتسمها بالشطر
يا فلقة الحب! قلبي انشطر
ندبا بكائي فالبكا أبكى
الطلل ايلاما حط بالحسر
ضع رشفة الذكرى نور القمر
الأمطارَ فوق أوراق الشجر
ازرع وكل قطرة حب دعها
شهيدة على كل حبة ثمر
آتي لأقطفها كما العسل
سر بين دفتي عيني كي تقر
في حصة تطربني حال الوصل
فيعل ثبات عيونك افتعل النظر
أوقف بعيني ساعة ضم
فدقيقة عندي بسكون دهر
اقرب حسيسا قلعة القلب
المحصن بالحنين غِر
كي أشبع البعاد و الهجر
قرّب و بعدك همني السير
شرد ذُهاني مرتين باليوم
تيه اللقاء و فراقنا المستعر
اترك سلامك ناصية الطريق
حين أمر اطرحه أرضا بالفجر
أنر بقعة الظلام المنسي كالبدر
حبي و حبك قد يرى النصر
واسمح لقلبي يسرق اللحظة
تلو أخريات أشرقت كالدرر
روحي رأت في روحك القدر
فيَّ النواح جنون غير البشر
اعلم حبيبي أنت في خطر
مد يد العون إذا الصبر انتحر
سارت مناجاتي سرى المناجي
حبا يحاكي بلسما للصبر
كن فرحتي سر عند آخر نقطة
قد وضعناها سويا على السطر.
ناجح أحمد – مصر