بقلم حسن محمود الشريف
العيد في الإسلام إنَّ أعيادَ المسلمين تختلف عن أعيادِ غير المسلمين لأن أعيادَ المسلمين تأتى بعد الانتهاء من فريضة من فرائضِ الإسلامِ .
فعيد الفطر يأتى بعد صيام شهر رمضان
و عيد الأضحى يأتى بعد وقوف المسلمين على صعيدِ عرفات يوم الحج الأكبر ،
و العيد هو يوم فرح و سرور و زينة ، يحب الله أن تظهر فيه أثر نعمه على عباده ، بلبس الجديد من الثياب ، و تناول الطيب من الطعام بدون إسراف و لا مخيلة ؛ فالله يقول: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (الأعراف: آية 31،32).
عيدُ الفِطر هو عيد إسلامي يكون في اليوم الأول من شهر شوال الَّذِي يفطر فيه المسلمون محتفلين بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان . وهو أحد عيدي المسلمين والعيد الآخر هو عيد الأضحى أحد أيام الحج في العاشر من شهر ذي الحجة.
إنَّ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ – لما هاجر إلى المدينةِ المنورةِ وجد الأنصارَ (سكان المدينة) يحتفلون بيومين فلما سألهم عنهما قالوا: إنَّ آباءهم كانوا يحتفلون بهما في الجاهلية . فقال : “إنَّ اللهَ قد أبدلكم بهما خيرًا منهما : يوم الفطر و يوم الأضحى”
ونقف اليومَ مع رسولِ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ – وهو يُبشِّرنا بفرحِنا بهذا اليوم ، و فرحِنا يوم نلقَى الله – سبحانه وتعالى – فيقول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ -: ((للصائمِ فرحتان يفرحهما : إذا أفْطَر فَرِح بفطره ، و إذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه))؛ متفق عليه، ((…للصائم فرحتان: فرحة عند فِطره ، و فرحة عند لقاء ربِّه.
يا مَن تبحث عن الفرح الحقيقي في يوم العيد ، فرحك الحقيقي يومَ أن يفرحَ بك الله – عزَّ وجلَّ – يوم يفرح بك النبيُّ – صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ و سَلَّمَ – يوم أن تترجِم ما قاله سيِّدُنا عليٌّ – رضي اللهُ عنه – عندما دخل عليه رجلٌ في يوم عيد الفطر ، فوجده يأكل طعامًا خشنًا ، فقال له: يا أمير المؤمنين، تأكل طعامًا خشنًا في يوم العيد ؟! فقال له الإمام عليٌّ – رضي اللهُ عنه -: اعلمْ يا أخي ، أنَّ العيد لِمَن قَبِل الله صومَه ، و غفر ذنبَه، ثم قال له : اليوم لنا عِيد ، و غدًا لنا عيد ، و كل يوم لا نَعصي الله فيه فهو عندنا عِيد .
أسأل الله أن يتقبَّل منَّا ومنكم الصيامَ و القيامَ ، و سائر الأعمال ، و أن يجعل عيدَنا سعيدًا ، و أن يُعيدَ علينا رمضان أعوامًا عديدة ، و نحن في حالٍ أحسن مِن حالنا ، و قد صلحتْ أحوالنا ، وعزَّتْ أُمَّتنا ، و عادتْ إلى ربِّها عودةً صادقة ، اللهمَّ آمين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.