بقلم حسن محمود الشريف
نحتاج الى الإخلاص في جميع الاقول والاعمال لان الاخلاص هو أساس القبول عند الله تعالى.
قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
والمعنى وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه، مائلين عن الشرك إلى الإيمان، ويقيموا الصلاة، ويُؤَدُّوا الزكاة، وذلك هو دين الاستقامة، وهو دين الإسلام.
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (الإخلاص سرٌ بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوىً فيمليه) (الرسالة القشيرية: ٢/٣٦١)
وإنما صاحب العمل هو الحاكم في هذا الأمر، وهو من يتوجب عليه أن يراقب نفسه،
وان يكون دائما متهم نفسه حتى يتحقق عنده الاخلاص حيث إنَّ من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص في نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير في حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة، حتى وإن أدى ما له وما عليه، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾،
وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث عن المؤمنين .
ولو نظرت معى فى هذه القصة القصيرة لوحدة أن الطير علمت الغايه من خلق الانسان وهو اخلاص العبادة لله،
كان سيدنا سليمان عليه السلام ذات يوم مع جماعة من قومه فسمع أربعة من العصافير يتكلمون ، فقال سليمان عليه السلام لمن معه من القوم أتعرفون ماذا تقول العصافير؟ .
ردوا عليه قائلين يا نبى الله إنك .. أنت سليمان وليس نحن فقال سليمان مفسرا كلام العصافير الأربعة : العصفورالأول يقول كلاما عجيبا و الثانى يكمل على كلام العصفور الأول بكلام أعجب منه والثالث يكمل للثانى و الرابع يكمل للعصافير كلها. .
سيدنا سليمان الذي أنعم الله عليه بتعلم منطق الطير ولغتهم أوضح الأمر لمرافقيه كما ذكر “الدينوري” في المجالسة: :كان العصفور الأول يقول “يا ليت الخلق لم يخلقوا
و الثاني يقول” ويا ليتهم لما خلقوا علموا لماذا خلقوا وتبعه الثالث قائلا ” ويا ليتهم لما علموا لماذاخلقوا عملوا بما علموا والعصفور الرابع يقول “ويا ليتهم لما عملوا بما علموا أخلصوافيما عملوا.
أنه الاخلاص سر قبول الاعمال عند الله تعالى.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.