كتبت/ سالي جابر
ينقسم الأشخاص إلى نوعين: من يتبنى فكرة الحكم على الآخرين حينما تظهر أمامه صورة أو جانب واحد من المشكلة، والنوع الآخر: هو من لايريد الحكم ويتبنى فكرة دع الخلق للخالق، هل أنت تغيير العالم؟!
أيهما صحيح، وأيهما تريد؟! نحن مأمورين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يمكننا أن نري خطأ أو منكرًا ولا نغييره ولكن بصورة صحيحة، أولًا: يتوجب علينا أن نتيقن أن الشيطان يريد المنكر، وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:” من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه، ولمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”
ثانيًا: أن فكرة رفض الحكم في حد ذاتها إفراط مجحف، وتجريد للإنسان من إنسانيته الفطرية، وأن عدم الحكم على الأشياء مرض يتسلل ببطء وسط جيل الشباب والمراهقين. بسبب هوس الثقافة الغالية بفكرة التسامح وقبول الآحر كما ذكر الكاتب الأمريكي جاكسون كروز.
ثالثًا: أن رؤية أنفسنا بعيون غيرنا من المعينات على تطوير الذات.
البعض يرفض تلك الفكرة لأنه يرى في ذلك الحكم نقدًا لذاته، فيرفض أي فكرة تعارض كونه كاملًا، وذلك يخلق أزمة أخرى غير أزمة التسامح مع المنكر. وهي أن النفس تتعود على هذه الحالة من عدم تحمل مسؤولية سلوكها، وتوجه كلير فوكس أصابع الاتهام إلى الآباء الذين يحملون أولادهم من فكرة النقد وتحسين مظاهرهم بحجة حمايتهم النفسية.
ويتوجب علينا أن نفرق بين إصدار الأحكام وبين كونه حكميا كما وضح كوبر، عدم التفاعل مع السلوكيات الضارة يعني أمتلاكنا لضمير تم تخديره.
لكن ستظل أحكامنا مساحة للخطأ والمراجعة والأخذ والرأي، ولابد أن نحيط علمًا بكافة الجوانب قبل الحكم، والاهتمام بأسلوب النصيحة، وتوقيتها، وألفاظها، وطريقة إلقائها.
مخاطبة المشاعر؛ الاستغلال العاطفي ومخاطبة الشعور عن المنطق، وهو ما يقوم بعمله رجال السياسة، والإدارة، والإعلام …من حيث استغلال غرائز المستهلكين وليس فائدة المنتج، ووصل الحال إلى عبادة المشاعر والنظر لكل شيء من خلال العاطفة، الزواج عن حب وإلا لا زواج، وإن كان الحب مهمًا للزواج فإنه ليس السبب الكافي له، هو ضلع هام من أضلاعه ولكن غيابه ليس بمضيعه له، أصبحت المشاعر متحكمة في العقول، ومؤثرة فيها رغم أنها غير صائبة دائمًا، نحن نبحث دائمًا عما يثير مشاعرنا، مما شابنا القدرة على التأمل، نحن نبحث عن الإثارة، وننفر من الهدوء والتأمل والخشوع.
لا يمكننا تحقيق السواء النفسي ونحن نبحث عن المواقف المولدة للأحساسي القوية.