سعاد الخرّاط من صفاقس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
صمم قد يصيب الحروف
أم هو الخَرَسُ صار يصلبني في الكلام؟
مهما يكن،
فإنّ لميلاد أجنحتي فرصة للسلام
على حافة الكلمات
كنت احترفت عشق الأغاني
وحبر القصيدة
وأسرجت أجنحتي فوق غيمٍ
لترتاح ذاكرتي المثقلةْ…
بأزمنة العابرين
وصرت أجادل سرب الحمام
وأشتاق أيضا إلى الهذيان
على حافة العشق
أذكر أنّ اللقاء كان جميلا
أو هكذا هو الوهم دوما جميل
تكلّم فيه كلّ الكلام
تناغت جميع الحروف
وراحت تراقص أطيافها على مقلتيَّ
ترفرف مزهوّةً على بسماتي
فتأتلف الأغنياتْ
وتعبر أنسجةً ملوّنةً بطيف اللقاءْ
ويستسلم الأقحوان
وينتحر الشوق حينًا
وتحترق المفرداتْ
لتولد ثرثرة صاخبةْ
تفيض على حافة الكلماتْ
على حافة الحرف
أستنشق آهة للرحيل
أقلّم كلّ الكلام
أشيّد فوضى الحروف
لأرسم أيقونة للسلام
على حافة الحرف
أستنبت فرصة للكلام
وأشرق ثانية من جروحي القديمةْ
ومن بلسمٍ آسنٍ
ظلّ يراود كلّ الأغاني
ويغتال نبضي سباق الثواني
على حافة الحرف
تهجّيت كلّ الجراح
لتنساب في همسة ساهمةْ
فيستند الجذع منها على ضفّة من ظلال قديمة
على حافة المفردة
أقمتُ قلاعا
يقيم على رسمها العاشقون
نصبت متاريس حبٍّ تحرسهم من عيون القبيلةْ
فلست سوى لحظةٍ هاربةْ
من أضلعٍ لا نبضَ للحبّ فيها حين الوقوف بأعتابها
فيختمر العشق حين انهيار الحوافي
وحين ضياع الحدود
على حافة المفردة
أستلّ كل الحروف
أخوض معارك دون هزيمة
تجرّد آهاتها عند نزال الطقوس السجينة
على حافة الحرف والمفردات
أطلقت أسلاك شعر تهدّل
يستنجد بضلوع الكلام
ويستجدي العاشقين
أراني أقيم على المقصلةْ
فهل هي أسلاك شعري التي قد أقامت حدودي؟
هل هي هلوسة من طقوس القبيلة؟
على حافة المفردة
ألوّن كل الحروف
أسمّي الكلام بغير الكلام
وأغتال نبضي وسرّ الأغاني
لأنّي قطعت الطريق على الهائمين بشدو الهيام
فما الحبّ عندي سوى غيمة كاذبةْ
محمّلة بالوعود
فتنهال منها الجراح
وتغتال نبض السكينةْ
إذن،
الجهر بالعشق دوما مُتاحْ
والجرح في العشق دوما جراحْ
والمقصلةْ …
دوما تنيخ على أعين العاشقين
فالجرح يمضي
والعشق يمضي
ويمضي بنا العمر أيضا
ونمضي …
ويبقى المباح مباحا وغير مباح …