عَزيز عَيني أمَا بَعد:

بقلم – جيهان جهاد
إلى عَزيز عَيني
أمَا بَعد ،
طِبتَ وطابت يُمناك، وإني رَغم بلاغتي تنسَاب الأحرف من بين يَدي، تستحيلُ الحياة للرمادي المُلطخ بالأسود يتوسَطها راية بيضاء تُعلن استسلام الخَوف الذي يعتَريني بمُجرد رؤيتك، أنا التي لا يهتزُ لها رمشٌ ولا يرتَد لها طرف عِند رؤية معشر الرِجال؛ ها قد سقطتُ مِن سبع سماواتٍ لأرضٍ لا تحتضِن سواكَ، أول رجلٍ تطأ أقدامَه سَطح قلبي، يا للسخرية! أنا التي تستخِف بما يُسمى بالحُب والمشَاعر البالية التي لا تُغني؛ تُلقي قصيدة للتغزُل برجلٍ كسَر جميع النظريات والقواعِد ووقعَت أسيرةَ له، أعذُرني إن لم تكُن هذه الرِسالة تليق؛ فأنا لم أُغازِل يومًا ولم أعتقِد أنني سأفعَل، ولكن أنظُر! ها نحنُ هُنا، دقاتُ قلبٍ تتزايد، عَقل شارِد، قلق مُستمر، لم يُخبرني أحد أن معنى الحُب يكمُن في مُعاناتُه! كُلما عانيتَ أكثر كُلما زاد مِقياس الحُب كـقيس وليلى، عنتر وعَبلة، روميو وچولييت، رَغم أنه ولا واحدة مِن تلك الروايات كانت سَعيدة ولكِنها بلغَت ذروة الحُب، أتعلَم أنه لا شفاعة تُرجى من مُعاناةٍ بلا أثر؟ السلامُ على قلبُك حتى يهدأ، وعلَيّ السلامُ والرحمة..

عَزيز عَيني أمَا بَعد
Comments (0)
Add Comment