كتبت – ياسمين إبراهيم
يولَد الإنسان طفلاً ليعيش الحياة مارًا بمراحل عدة متسلسلة وثابتة عند جميع البشر، بدءاً من كونه جنيناً ثم رضيعاً لمدة سنتين ليدخل بعدها في مرحلة الطفولة التي تتميز بكثرة الحركة والنشاط، ثم ينتقل بعدها إلى مرحلة المراهقة التي تبدأ من عمر 12 عاماً وتتميز بكونها من أصعب المراحل لكثرة التغيرات والتقلبات الجسدية والنفسية التي تحدث مع الإنسان ليصل إلى النمو الجسمي والعقلي والانفعالي أيضًا ثم تأتي مرحلة الشباب التي يكتمل فيها نضج الإنسان ومن بعدها مرحلة الرشد التي تتميز بالنضج التام، وأخيراً مرحلة الحكمة والوقار وهي مرحلة الشيخوخة
لكن ماذا إن ظهرت إحدى المراحل بشكل متأخر؟ وماذا سيحدث إن ظهرت مرحلة المراهقة عندما يصبح عمر الإنسان أكثر من 40 عاماً؟ وهل سمعت عن أزمة منتصف العمر أو ما يسمى “جهلة الأربعين”؟
تصيبُ المراهقة المتأخرة عدداً كبيراً من الرجال الذين تخطُّوا سن الأربعين، فيتغيَّر نمط حياتهم، وتصبحُ تصرفاتهم مثار دهشة لمَنْ يحيطون بهم من أهل وأصدقاء. إنهم يدخلون في قصص حب، ومغامرات عاطفية تهدِّد في غالب الأحيان استقرار بيوتهم وعائلاتهم، والزوجة هي التي تدفع الثمن الأكبر لتلك المراهقة التي أصابت زوجها فجأة!
فما مظاهر المراهقة المتأخرة التي تصيب بعض الرجال خصوصاً بعد تجاوزهم سن الأربعين أو الخمسين؟
بالنسبة للرجال فإن أعراض المراهقة المتأخرة متفاوتة لكن أكثرها شيوعاً وانتشاراً هي
1- الاهتمام المبالغ به بالشكل الخارجي والصورة العامة والنظافة الشخصية في محاولة للفت نظر النساء والفتيات الصغيرات في العمر.
قيام الرجل بصبغ شعره لإخفاء الشعر الأبيض والتخلص من شكل الشيب في شعر الرأس لإعطاء منظر أكثر شباباً.
2- انجذاب الرجل لمواعدة الفتيات اللاتي يصغرنه بالسن بفارق كبير أي الفتيات في مقتبل العشرينيات من العمر.
3- عدم اتزان نفسي وعاطفي وفكري بما يتعلق بالمستقبل والوقت الراهن ومحاولة تجاهل فكرة الزمن والوقت والتقدم بالعمر.
4-الابتعاد عن الأشخاص من فئته العمرية والاتجاه نحو الأشخاص من فئات عمرية أصغر ليبقي نفسه ضمن روح الجيل الجديد.
علاج المراهقة المتأخرة
للتعامل مع مشكلة المراهقة المتأخرة نقدم لكم مجموعة من المقترحات والنصائح المفيدة في تجاوز سلبيات وأعراض ومشاكل المراهقة المتأخرة
1-العناية بالصحة البدنية وممارسة الأنشطة الرياضية بشكل دوري للمحافظة على صحة ولياقة الجسم أمر ضروري.
تناول الوجبات الغذائية الغنية بالعناصر .
2-التخفيف من التفكير السلبي والتعامل مع التقدم بالعمر على أنه أمر ثانوي المهم هو النشاط والصحة وحب الحياة والانجاز.
3-التفكير قبل التسرع والقيام بأي تصرف أو فعل! فكر في نفسك وفي صورتك أمام نفسك وأمام الآخرين.
4-لا تجعل قيود المجتمع وأفكاره البالية تحد من حريتك لكن قم بما يناسب شخصيتك ومكانتك واسمك.
5-خصص أوقاتاً للخروج والاستجمام والسفر إن أمكن، إذا كنت متزوجاً فقم بترتيب رحلة سفر لك أنت وزوجتك فقط وجددا فيها حبكما وأريحا نفسيكما من ضغوطات الحياة وأعبائها.
الاهتمام بالمنظر الخارجي والشكل أمر ضروري وسليم وصحي لكن دون مبالغة! الإجراءات التجميلية ليست عيباً وليست حكراً على النساء وحدهن ولكن الانتباه من المبالغة في هذه الإجراءات لعدم حدوث تشوهات ومشاكل في الشكل والوجه والجسم.
6-قم بإجراء فحوصات طبية دورية للاطمئنان على وضعك الصحي العام وفي حال كان هنالك مشاكل يجب مباشرة معالجتها مع الطبيب المختص.
7-لا تتوقف عن ممارسة هواياتك والأنشطة التي تحبها سواء رياضية أو ثقافية أو فنية أو فكرية فالحياة متعة ويجب علينا الاستمتاع فيها والعيش بسعادة تحت كل الظروف.
8-طلب المشورة من الأخصائي النفسي في حال وجود بعض المشاكل في التصالح مع الذات وتقبل الأمر الواقع أو قبول فكرة التقدم بالعمر وهذا أمر سليم وصحي جداً.
9-الانشغال بالإنجاز والعمل والتوقف عن تضييع الوقت والمال والجهد في أفكار لا منفع منه ولا تجلب سوى المشاكل والمتاعب وزيادة صعوبة الحياة وتعقيدها.