كتب د_ عيد على
تبوأت المرأة العديد من المناصب القيادية والإدارية سواء بالعالم الغربي أو العربي واستطاعت بعضهن النجاح وأخفقن البعض الأخر وليس بمدهش ولا مستغرب هذا او ذاك.
وليس هذا محور مقالنا ولكن دعونا نغوص فى بحور الحروف التى شكلت كلمات ومنها العبارات
إن الله سبحانه وتعالى خلق البشرية وهو أعلم بما يصلحها وأعرف بما يضبطها لأنه هو الذي خلقها فلذلك أنزل أحكاماً تضبط حياة الناس وقرر شرائعاً تنظم أمورهم وتسيّر حياتهم ومن هذه الشرائع والأحكام أن الله جل وعلا جعل القوامة للرجل وأخبر بصيغة المبالغة أن الرجال قوامون على النساء فالأمر والنهي والتوجيه والزجر والولاية والرعاية والنفقة وتسيير شئون الأسرة كل هذه أمور تتعلق بالرجل وتنسب إليه فهي منوطة به وهو المسئول عنها ولذلك علق الله القوامة به لأن القوامة تحتاج إلى حزم وتدبير وحكمة وإدارة وهذه الصفات غالباً ما تكون متوفرة في الرجل أكثر من المرأة فلذلك أنيطت القوامة به قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
هكذا أقرها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات وهذه الآية موضع جدل كبير عند العلمانيين بل ولو أنصفنا موضع اعتراض وليس بغريب فلهم فكرهم الذين يقتنعون به فضلوا وأضلوا وعندما نقول ان الله رخص للرجل بتأديب امرأته وضربها ضرباً غير مبرح إن هي خرجت عن الطاعة وتعنتت على القوامة وليس معنى هذا أنها قوامة سطوة واستبداد وسلطة قوة واستعباد وإنما هي قوامة التزامات ومسئوليات وهيبة تقوم الدنيا ولا تقف عندهم بل سيسلطون ألسنتهم التى تفوح منها رائحةالخيانة ونعتنا بالرجعية والتخلف والاستبداد ونسوا بل تناسوا أن الله هكذا يريدها وبهذا أمر الله ولكن ما هو الواقع؟ وكيف أصبح الحال؟ وما الذي حصل حين تنازل بعض الرجال عن قوامته التي أعطيت له فقام بتسليمها إلى امرأته وتركها لها؟ وأنزل نفسه منزلة غير المنزلة التي أعطاه الله إياها! وماذا نتوقع النتيجة؟
إن الذي حصل هو أن المرأة أصبحت هي كل شيء فهي من تأمر وتنهى وهي من تحاسب زوجها وليس هو من يحاسبها وتتجرأ على قول أقوال عظيمة وفعل أفعال شنيعة في حقه فلا يتجرأ على الرد عليها فضلاً عن معاتبتها أو محاسبتها وتقوم بالتسلط وزرع الفتن وخلق المشاكل بين زوجها وبين أهله لأنها عرفت ضعفه وانحيازه الكامل لها وخضوعه وسكوته عنها وكلما زادت في السيطرة عليه والتحكم فيه كلما ألزمته بتقديم التنازلات حتى يخضع لها لتكون هي المسيطرة على البيت بأكمله وتفرض سلطتها على كل من في البيت بمن فيهم الزوج نفسه فيصبح الزوج المسكين فرداً عادياً وشخصاً هشاً داخل البيت لا يقدم ولا يؤخر.
وقس على ذلك المؤسسات والهيئات والأسواق وخلافه فلن تكون أغلى عندها من زوجها الذي وفر لها الحياة الكريمة وضحى بماله وجهده من أجل إرضائها
إنها مشكلة كبيرة حين تصبح كلمة الرجل في المنزل ثانوية وليست أساسية فالكلمة الأولى للمرأة والقول قولها والرأي رأيها
بل ربما تتدخل حتى في شئون الزوج الخاصة فتلزمه بكذا أو تخيره بين كذا أو كذا أو تطلب منه أموراً غير منطقية ولا معقوله فلا يجرؤ على أن يقول لها لا وإن قال لها لا أظهرت له الشراسة والشر وأظهرت له صعوبة التفاهم معها وصعوبة رضاها وربما رفعت صوتها وأسمعت الآخرين قوة حنجرتها لتذيب زوجها أمامها لكي يخجل مرة أخرى من مصادمتها أو معارضتها خوفاً من تصرفاتها وفي النهاية يصير ألعوبة بيدها لا يقول قولاً ولا يفعل فعلاً إلا بأمرها وأذنها ولو أنه تدرج معها بما أمر الله به في الآية المذكورة آنفاً لما تجرأت على شيء من هذا ولما وصلت الجرأة والبذاءة ببعضهن إلى أن تقاطع حديثه أو تمد يدها عليه أو تشهر به عند الناس أو تؤلب عليه أولاده ليقوموا بتنغيصه والتضييق عليه ويكتمل العجب حين يكون الرجل شخصية قوية خارج البيت سواء كان في العمل أو بين أصحابه لكنه داخل البيت تتلاشى شخصيته وتذهب عقليته وتضعف نفسيته أمام زوجته.
وصدق الله العظيم حين قال إن كيدهن عظيم
فاحذر عزيزى القارئ أن تتنازل ولو قيد أنملة مما منحك الله إياه
ستعاني حقا كل المعاناة من إعادة الأمور إلى نصابها ولتعلم انك مهما عانيت أو خسرت فلن يكون بخسارة نفسك ومكانتك فلو أعادت أدراجتها فلتحمد الله ولو تكبرت وتمسكت بما وصلت إليه فطردها من حياتك هى أقل الخسائر فلتخسر وتستعيد ذاتك
ولتعلم عزيزى جيدا إن من أعظم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة السيئة هو أن كثيراً من هؤلاء الرجال قد سقطت هيبة الله في قلوبهم فأسقط الله هيبته عند أهله وتجرأ على الله بالمعاصي والذنوب وإدخال المنكرات والفواحش إلى البيت واستخف بها فسلط الله عليه من يستخف به وأبى أن يكون عبداً خاضعاً لله فجعله الله عبداً لفلان أو لفلانة تسخره كما تشاء يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: “إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ”
وقد صدق الفضيل بن عياض رحمه الله حين قال : “إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل”.
يتبع فى الجزء الثاني