الغلَبة للقلب على العقل

بقلم _ياسمين أحمد
خلق الله الإنسان بحقيقتين عظيمتين هما العقل والقلب ، فالعقل هو القدرة المخططة والقلب هو القوة الدافعة ،
وإن العقل يوجد داخل الدماغ ومحل العقل القلب كما قال الله تعالى فى آياته : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) فإنه ينسب إلى القلب عمل العقل والفكر فجعله الله يفقه ويفهم به ، والقلب علمياً هو العضلة التى تضخ الدم وتوزعه على جميع أعضاء الجسد وإذا صح القلب صح العقل وفى الحديث الصحيح : أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ . ولم يقل فيه : ألا وهي الدماغ
فالقلب يأثم ويعصى ، ويطيع وينفذ ، ويؤمن ويكفر هو الذى يضل الإنسان ويهديه ، فالقلب هو الذى يقود العقل
وأفعال الإنسان كلها من التدبر والإدراك والإيمان واللين والمشاعر الإنسانية متعلقة بقلب الإنسان وهو المسيطر عليها ، وأثبتت الدراسات أن ما يريده القلب يضمن سعادة أكبر فى الحياة فالقلب أقوى من العقل وبالقلب نشعر بالسعادة ،، ولكن يجب أن نقف عندما يختار القلب ماهو حرام أو قرارات خاطئة ومشاعر هوائية قد تنعكس عليه فى المستقبل بالتعاسة والندم وهو ما يعلمه العقل وننساق إليه بالقلب فإذا لم يكن لديك مهارة ضبط المشاعر والتفكير السليم لن يرحمك قلبك من الوقوع فى كل ما يعكر صفوك فعندما يدرك ذلك الإنسان يكون لديه وعى وسيكون عقله وعاء معرفة وخير معين له وسيكون هو السلاح الذى يقف فى وجه هوى النفس إذا انحازت عن الطريق المستقيم فيجب التوقف والرجوع للإستدلال بالعقل فهو يعرف جيداً مخاطر الإنسياق وراء القلب فى مثل هذه الامور ، ويفكر جيداً فى عواقب الأحداث إذا ماصارت الغلبة لأحدهما على الآخر ، وليس هناك أجمل من الوصول إلى الموازنة بين القلب والعقل فلا تسبق مشاعره عقله فيخطأ ويُشتت إدراكه بالأمور ولا عقله يسبق مشاعره فيسيطر دون وعى وعدم رضا وكما تقول الحكمة ضع قليل من القلب على عقلك فيلين وضع قليلاً من عقلك على قلبك فيستقيم فعليه أن يوازن بينهم ليصل إلى السعادة والسلام النفسى لإدارة حياته .

الغلَبة للقلب على العقل
Comments (0)
Add Comment