للكاتب القدير/بلقاسم بن جابر من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
في الثاني من جانفي وفي مطلع سبعينات القرن الماضي ولدتني أمرأة بدوية صلبة فجر يوم جمعة من اواخر شهر شوال العربي وقامت لتطبخ العصيدة حتى ان أمها التي زارتها عند شروق شمس ذلك اليوم لم تعلم أنَّ ابنتها ولدت إلا عندما سمعت صراخ الصبي في تلك الغرفة الغربية من منزلنا العتيق… كان الاسم حاضرا أوصى به الجد قبل سفره الى البقاع المقدسة وقال إنَّ ولده القادم سيكون ذكرا في اشراقة من أهل ذلك الزمان الصافي الذي لم يتكدر بالدنس.. وكان القدر أن يكون ذلك الصبي كما قال الشيخ عمران القادري النويلي الذي حنَّكه بتمرات صاحب قلم ومرود ذهب..كانت البلاد خرجت للتو من مغامرة التعاضد الفاشلة وكان الوطن كله يستيقظ وينام على تمجيد الزعيم المنقذ المحرر وكانت الطبقة الوسطى التي اكتنفت الفتى صبيا وشابا تصارع لتضخ للدولة والبلاد أجيالا من المتعلمين الذين نهلوا من مدرسة تونسية عمومية متينة أنتجت البناة والقادة وأهل الثقافة والعلم والسياسة والادارة والحكم,,,كنت أحد أبناء ذلك الجيل ومازلت ولهذا الوطن دين علي وعلى جيلي ولابد من الوفاء بالديون ولست مستعدا لتركه ساعة الحاجة والعسرة وقد قدم لي ولجيلي كل الخير ,,, وفي يوم ميلادي اتذكر تلك السنوات بفخر وعزة وشموخ اتذكر ان تونس هي أمنا الكبرى التي يجب ان نصونها من الاعداء والعملاء وممن ينكرون امومتها
بلقاسم بن جابر