بقلم السيد عيد
أصبحنا نفقد الأمل في تصحيح أوضاعنا المقلوبة، ففي ظل الأزمة الطاحنة لمحدودي الدخل هل يجب أن تعيد الدولة نظام التسعيرة الجبرية للسلع الغذائية وبعض السلع الاستراتيجية الضرورية .
تذكرت الفنان لطفي الحكيم صاحب الأدوار الكوميدية التي لا تٌنسى رغم مرور عشرات السنين عليها وأشهرها دوره في فيلم “المجانين في نعيم” والذي جسد فيه دور عم الضاحك الباكي “اسماعيل ياسين” والإفيه الشهير الذي أطلقه على نجل شقيقه مٌستهزئا بأفكاره عندما قال له يا بحر العلم ” يا ترعة المفهومية” .
هل هناك ما يعيب فترة الستينات.. سؤال يقرقع في خاطري فلم أجد له إجابة غير الارتفاع الجنوني للأسعار هذه الأيام لم أجد إلا رداً مستفزا لدى وزير التموين .
لن نعود للستينات.. تصريح مستفز لوزير التموين على غرار مواجهته في مجلس النواب حيث أعلن وزير التموين في رده على النواب، رفضه فكرة التسعير المسبق للأرز، وقال :«عندما قامت الحكومة بالتسعير باظ سوق الأرز، ولا يوجد معنى للتسعير الجبري ولن نعود للستينات».
سيناريو مهلهل ورديء جدا ولا يدخل عقل طفل ولا حتى جنين في بطن أمه! يصدره لنا وزير التموين بتصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع .
الكبار منا يذكرون الستينيات، عندما وضعت الدولة يدها على أغلب الاقتصاد، وعندما كان لكل شيء سعر محدد بطريقة جبرية، وبقرارات تصدرها أعلى السلطات الاقتصادية. كان للكثير من السلع أسعار جبرية؛ فيما كان الراديو يذيع التسعيرة الجبرية للخضر والفاكهة ضمن نشرة الصباح. لم يكن من السهل الحصول على أي هذه من السلع، فقد كان هناك نقص مزمن في أغلبها، اضطر أغلب الناس لدفع ثمن أعلى للحصول على احتياجاته من السلع المسعرة جبريا من السوق السوداء، أما باعة الخضر والفاكهة فكانوا لا يترددون فى البيع بالسعر الذي يناسبهم، طالما أمنوا ملاحقة مباحث التموين، التي كانت ومازالت تعمل بطريقة الحملات الموسمية.
إذا كانت التسعيرة الجبرية تشجع على السوق السوداء فعذرا معالي الوزير فعلى ماذا يشجع الدور الرقابي الغائب لوزارة التموين بسبب قلة أعداد مفتشي وزارتكم الكريمة ؟
يا معالي الوزير
لا توجد طبقة متوسطة، لأنها انتقلت إلى شريحة محدودي ومعدومي الدخل!” فأصبح حلم رب الأسرة كيف يدبر نفقات الطعام والشراب لأولاده بعد أن أصبحت وجبة الفطار لأسرة مكونة من ٥ أفراد أكثر من ٨٠ جنيه .
أين دور سيادتك في مواجهة ظاهرة ارتفاع الأسعار؟
أين دوركم الرقابي؟
أين دوركم في تحسين منظومة الخبز والرقابة على جودته ؟
هل سنسمع يومًا في بلادنا عن إقالة وزير ممن أثبت فشلهم وتقاعسهم عن أداء دورهم بدلا من الاستماتة من أجل بقائه على مقعده وكأنه بحرًامن العلم وترعة من المفهومية .
مشكلتنا الحقيقية أن حكوماتنا تدافع عن وزرائها وكأنهم ملائكة، حتى وإن تمت إقالة أحدهم بسبب استجوابات مجلس النواب ، يتم تكريمه من خلال الرجوع إليه كمستشار في موقع آخر لا يهش ولا ينش!
وعلى الرغم من أن وزارة التموين تسير عكس الاتجاه”لأسباب لا يعلمها إلا الله، إلا أن الأحلام باتت تستقر داخل الجميع طامحة إلى مستقبل يعد بالكثير لناسها الطيبين خصوصا بعد ما يقوم به الرئيس السيسي من إنجازات ليعبر بنا إلى الجمهورية الجديدة التي تعتمد على توفير حياة كريمة للمواطن المصري .
وللحديث بقية .