د/عصام علي
تلك هي النظرةُ التي تدلُّ على خشوعِ القلب لواحدٍ لا يمكن لأحدٍ أن يقاسمه فيها مهما حدث لنا ، ومهما تغير هو !
كأني أقرأ في عينها معانٍ تجاهدُ اللغةُ نفسها حتى تعبر عنها ، كأني أقرأ رجاءً بتوقف جوارحها عند هذه النظرة ، فهذه تكفيها ، فليتعطل بصرها كما شاء ، وليبصر كيف شاء ، وليمر عليه من يمر ، فكل ذلك لن يضيرها ؛ فمركز رؤيته تلك النظرة الخالدة !
إنها نظرة القلب قبل العين ! إنها نظرة الروح إلى الروح ! والحب إلى الحب ! إنها نظرة أحكمها القدر بخيوط جماله ؛ لتكون معجزة العشق التي لا تظهر إلا على يد أصفيائه وأوليائه !
إنها نظرة تختصر جيلا كاملا من الحب الفريد .. من الشغف اللا حدود له ، من الذوبان التام !
في هذه النظرة تجد نوعا من الحب يختص بها ، حب الحواس إلى الحواس – لا للاستمتاع بها – بل للتبتل في محرابها ، فليس للقلب وحده أن يحب ذاك الحب الشفاف المتجرد من المادة ، بل تحقق للعين في تلك النظرة ذاك الحب العذري النبيل ..
إنها نظرة بعمر بل بأعمار لو تدبرنا!
أيتها المرأة الفريدة العجيبة ، خذي عقلي وقلمي وأفكار .. خذي تجاربي وخذي معها ذكرياتي .. خذي دموعي وابتسامات .. خذي تأملاتي وجنوني .. خذي كل شيء في سبيل أن تحدثيني قليلا عن نظرتكِ هذه !