كتب _السيد عيد
بات لزاماً علينا، اليوم قبل الغد، أن نغيّر ثقافتنا الموغلة في نفي الآخر وإقصائه، ونستبدل بها ثقافة أخرى مضادة نحصّن بها عقول شبابنا ونزيل عنها ما ترسّخ فيها من وهم وضلال وهم الهجرة وضلال التمسك بثقافة الغرب ولحسن الحظ أن شعوبنا ما زالت تملك الكثير من نقاط القوة التي أثبتت جدواها في المجتمعات التي عاشت تجربتنا نفسها، كما أن لدى مفكرينا وفلاسفتنا آراءً وطروحات رائدة ومستنيرة، يمكن أن تشكل بلسماً شافياً، أو مصلاً قوياً سيفيدنا في حقن ثقافتنا وتقوية مناعتها ضد كل وهم أو تجهيل، لنصبح قادرين على علاج منظومة البؤس الفكرية التي استوطنت عقول شبابنا وسيطرت عليه.
لا أنكر أن ثمة فريق منا لا يزال يعيش بعقلية خشبية، يرفض التغيير والتطور جيلاً بعد جيل، فتراه يعيش بيننا في الألفية الثالثة، ولكنه ما زال مسربلاً بقمصان القرون الوسطى وأفكارها، هدفه في الحياة استعادة الماضي بكليته، ذلك الماضي الذي يبدو في نظره مجيداً، وهو لا شك مجيد في بعض جوانبه وفي وقته، لكن استعادته بكليته اليوم لن تصنع الرقي والتقدم، فنحن الآن بأمس الحاجة لمواكبة العلم والثورة التكنولوجية وما بعدها، والتحرر من العقلية المنغلقة بما لايمس عاداتنا وتقاليدنا
يبدو أن كأس العالم 2022 قد سلط الضوء ليشاهد الغرب اختلاف الثقافات ويكون شاهد على وجود عالم آخر يختلف ثقافياً وفكرياً واجتماعياً عن عالمهم .
ربما لم يتساءل مطلقاً عن ماهية الثقافة السائدة والقيم التي تقوم عليها المجتمعات العربية، فكان لا يعي ولا يحتل حيزا من اهتمامهم لذلك الجانب الحضاري من ثقافة ومعرفة من عادات وتقاليد كل ما كان يهمه في الماضي هو ألا تتعطل عجلة مصانعه تدور ببترول أو غاز الخليج،
يستوردون خامات بملاليم ليصدرونها لنا أجهزة بملايين الدولارات واخيرا العرب لفت انتباه الغرب إلى أن هناك شعوباً مختلفة عنهم، تتبنى قيماً مغايرة عن القيم الغربية، شعوباً تعتز بانتمائها العرقي والفكري والأيديولوجي، وتتبنى أسلوب حياة مختلفاً عن الحياة الغربية، وتعتز بثقافتها وإرثها الشرقي وتفخر به.
أهمية إقامة كأس العالم
أهمية إقامة مونديال كأس العالم التي أقيمت في قطر ليست فقط اقتصادية وترفيهية، بل ثقافية واجتماعية وحضارية في المقام الأول .
البعض من شباب الوطن العربي يتمني الهجرة الي الغرب ،وذلك لينسجمون بثقافة الغرب ويربون أبناءهم على هذا الأساس، لكونهم ترى ان هناك فرقا شاسعا بين الثقافة الغربية والثقافة العربية،اولا في التعامل المختلف وثانيا في الصدق والأمانة وثالثا في الحرية والعدالة والانفتاح.
فلا ينقص اهل الغرب الا الايمان بالله والدخول في تعاليم الاسلام والدين الاسلامي ،بعكس العرب الذين ينتمون الى دين الحق والعدل وينتشر بينهم الظلم،ويكون أساس دينهم وثقافتهم الصدق والأمانة وفي المقابل يكون أكثرهم فاسدين ومنافقين وكذابين .
ابو جهل يهاب من الصورة الذهنية التي تؤخذ عنه
في العصر الجاهلي كان أبو جهل يهاب من الصورة الذهنية التي تؤخذ عنه ويدرك اهميتها في تكوين سمعة طيبة أو سيئة، وكيف يمكن أن تُستغل ضده أو ضد عشيرته، لهذا حين لطم أسماء بنت أبي بكر على وجهها خجل من نفسه وقال لمن معه: اكتموها علي لئلا تتحدث العرب أنّا نضرب النساء.
أتمتي أن نلتفت إلى بناء شبابنا نغرس فيهم القيم والعادات الطيبة قبل أن يتحولوا إلى أشلاء يصعب لملمتها، فالدين لله والوطن للجميع .
ليتهم رواسب من ثقافة أبي جهل .
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية