كتب_ السيد عيد
من قديم الزمان والإنسان أمام الموت مرتاع فَزِع ولكن من منا مخلد بعيد عن الموت، عندما تمتد يد الموت لتأخذ شخص عزيز عليك فيستمر ألم موته لسنوات
كلنا سيفقد شخصا يحبه في مرحلة ما من حياتنا، وغالبا ما يُصيبنا ذلك الشعور أننا لا نستطيع المُضي قُدما في حياتنا.
نحزن كرد فعل طبيعي لما لحق بنا فيشتمل حزننا علي مجموعة من المشاعر ما بين حزن عميق وغضب واكتئاب
ننام ونستيقظ وإذا بكل شيئ من حولك هادئ ثم تتذكَّر ما فقدته. ينغلق حلقك، وينقبض قلبك وتنهمر دموعك. فبالأمس كُنت تظن أنه لم يعد لديك دموع متبقية للبكاء، لكنها الآن تنهمر على خديك من جديد. صدرك يضيق ويصعب عليك التنفس. أنت لا تعرف كيف ستواجه اليوم المقبل، وتشعر بالوحدة والألم.
الموت لا يرحم شاباً لشبابه، ولا عظيماً لعظمته، ولا أباً لِحُنُوِّه، ولا صحيحاً لصحته سواء عنده كل شيء يأتيكم ولو كنتم في بروجا مشيدة .
أصعب ما في الموت هو الفراق وأخطر صوره هو موت الضمير الذي يعد الفقدان الموجع .
مات ضميرك حينما يأتي إليك مريضا يشكو إليك من آلامه وأوجاعه في مستشفى حكومي فسرعان ماتقوم بخداعه ليذهب اليك عيادتك الخاصة.
أين ضميرك وقتها ؟؟؟ أو تأخذ قرنية شخص بعد موته دون استئذان من أهله وكأنها حق مشروع ومكتسب لك ،
لسرقة أعضاء هذا الإنسان البسيط والاتجار بها بمكر وخديعة لإيقاعه تحت أنيابك أو استغلالك لفقره وحاجاته المادية
مات ضميرك عندما تتعدى على أموال أقاربك اليتامى وتلتهم حقوقهم في الميراث . وغيرها كثيرا من حالات موت الضمير
، حينما تهدر المال العام والممتلكات الخاصة للدولة وتخرب المرافق العامة ، عندما تخلط المال بالسياسة فاعلم جيدا أن ضميرك قد مات وقد بلغ بك الفساد لهذا الحد من التجبر واللامبالاة، عندما تشعر أنك فوق القانون وأن حصانتك تحميك فقد مات ضميرك .
تعددت صور الفساد نتيجة لموت الضمير والأخلاق التي أصبحنا نفتقدها وبشدة .
فلابد من وقفة مع النفس ومحاسبتها قبل أن تحاسب علي ما اقترفته في حق الآخرين حتي لا ينغلق حلقك، وينقبض قلبك وتنهمر دموعك ويضيق صدرك حسرة وألما علي فراق ضميرك .
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية