للشاعرة/زهير فرج الله من تونس
متابعة/عبدالله القطاري
الرّيحُ الّتي قَدِمَتْ
منْ نهجِكُمْ
جَرَحَتْ مَشاعِرَنا
بعدما أخذَتْ طلْحَ ورودِنا
فأجْدَبَ العُمْرُ
وتناثرتْ حبّاتُ أيّامِنا
زخّاتٍ ترجُمُ الصّمْتَ
في مفاصِلِ كلماتِنا
الرّيحُ الّتي اِحْتضنّاها
أسْقَطتْنا للخلفِ
على شظايا بلّورِ خَيْبتِنا
فلعَقْنا المُرَّ
حتّى تجرَّحَتْ حُلوقُنا
وتضَخّمَتْ قلوبُنا
وتاهتْ عن بَصائرِنا
بداياتُ الحقائِقِ
ثمّةَ ما يُحيلُ
على الأخْذِ بالخاطِرِ
لكنَّ طبيعةَ العقاربِ
لا تُجيزُ ذلك
في كلِّ الدّقائِقِ
هذا موسِمٌ جديدٌ
لِقدومِ الألَمِ
واِسْتِواءٌ جديدٌ
لِلَمْسِ الدّماءِ
تسيلُ مِنَ المَخانِقِ
هذا مِعْزَفٌ فريدٌ
يكسِرُ الصّدَى
في كلِّ حُنْجُرَةٍ
ويُعِدُّها لِلْمَشانِقِ
تكَ الرّيحُ أصابتْنا
بكوابيسَ سَوْداءَ تخنُقُنا
حتّى تبرُز بعضُ الحقائِقِ
تَلْوينا كحبلِ اللّعِبِ
بين أياديَ الأطفالِ
وتجعَلنا نقفزُ
على سيفِ الدّقائِقِ
ريحٌ…ثمّ ريحٌ…
ثمّ…لا شيءَ…
تشْدَخُ أرواحَنا عَبَثا
وتلُفُّنا للهَضْمِ كالنّقانِقِ
نستسلِمُ للفَوْضَى
ونطلُبُ وِدَّ الرّاحةِ
فيغلِبُنا نعيبُ الخوارِقِ
يا عُذْرَ كلِّ الصبايا
لم يجِدْنَ الزّوجَ العَيـِيَّ
آخرَ العمرِ…
يا بِدَعَ التَسَلُّطِ
على عبيدِ الأرضِ
باسمِ الفرْضِ
والعِرْضِ
يا رياحَ المُنافِقِ
لم نعدْ نحْتَمِلُ ضَرْبةً أخرى
أو نَهْشَةً أخرى
أو طعنةً أخرى
قدْ كتبْنا إعلانَ الوداعِ
كفايَةً أخرى
وعلّقناهُ فوق الشّرانِقِ
فإلَيْكًمُو عنّا…
فقط حَدِّثوا أنّنا
ما سلّمْنا في الحبِّ
ولا هدّمْنا مَعابِدَهُ
فقد اِجْتاحَنا
طوفانُ كُرْهِ المَناطِقِ
وخَبِزْنا عُذْرَنا
مِنْ دَقيقٍ أبيضَ واضِحٍ
لكنْ
تقطّعَتْ بيْننا كلُّ العلائِقِ
زهيرة فرج الله
تونس 25نوفمبر 2022