المدينة الفاضلة

من أدب الرحلات
بقلم / ناجح أحمد 

بدأت بسنا أعظم رحلاتي في حياتي إلى المدينة الفاضلة مستقلا مركبة البهاء وسفينة السلام إلى من أتوق زيارته هو خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، تسوقني سليقة فؤادي المتيم وكياني المفعم بالشوق والحنين ، ومعانقة صديقي الإيمان ، على طريقي ثلاثة أيام تمتزج أحاسيسي برفارف الفرح شاحب العينين أنتظر الوصول القريب للكمال من جمال الحياة في بعثة من صحبة طريق الإيمان ، بقلبي أصوات عالية النبضات وكأنني أسير إلى عرس وزفاف ، وبين الانتظار المرير وشعوري الحقيقي لبعد المرام ، لكنه دان دان ، وترفعنا أمواج مياه البحر الأحمر الممتلئ بالشعاب المرجانية ، وزعانف الأسماك والحيتان الضخمة صديقة الإنسان ، وغيرها المتوحشة ، ومع سكنات الليل الهادئ نجوم رافلة ونسمات هواء متغيرة ، وأصوات بين هدوء لا تلبث إلا أن تعود صاخبة بألوان نجوم وسحابات بيض ؛ ثم تهدأ مع أذكاري وصلوات قائمة ، من ركاب السفينة المبحرة بين قناة السويس وميناء جدة ، وصلت بحمد الله تجذبني آهلة البنايات وفارعات ناطحات السحاب ، و كأن المآذن مسرعة نحوي تخطو قدمًا ، و أتمتم بشدو روحاني دون وعي ينطق لساني مهللا مكبرا مصليا على الحبيب الغالي ، حتى دخلت بقدمي اليمنى من باب السلام بسم الله المسجد المثالي ، أصلي وأسلم تسليمات تدفعني لشعر المديح وكأنني دعوت في وتري إثر صلوات التراويح ، فصليت التحية ، ثم هرولت كأن أجنحة الملائكة تحملني إلى نافذة النور للسلام على حبيبي الرسول ، وسلمت على صاحبيه أبي بكر الصديق و عمر الفاروق ، ثم خرجت مبتهلًا مبتهجًا في عجب و زهول من باب البقيع إلى باب الملك جبريل عليه السلام … و لرحلتي تتمة و السلام.

Comments (1)
Add Comment
  • ناجح أحمد

    طبتم وطابت جمعتكم وامتلأت حياتكم وكل الجمعات بالخيرات والمسرات والمبشرات وروائع الإبداعات أصدقائي النبلاء الأوفياء أسرة تحرير جريدة القاهرية المصرية العالمية بارجة الصحافة وصرح الثقافة والفن والإبداع والتنوير والإعلام ، بإدارة الإعلامي القدير والكاتب والأديب والشاعر الأمير د. عيد علي ، وأ. علي الجمال ، وأ. وفاء خروبة ، وأ. رانيا ضيف ، وأ. وأ. نهال صبحي يونس ، وأ. إيمان بشير ، وكل النبلاء مشكورون على تواصل الدعم والرفع والنشر والتوثيق لمتواضعتي في أدب الرحلات (المدينة الفاضلة) في منبركم العظيم.