للكاتبة دنياس عليلة من قربة تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
أختبئ في أشد المواقع انكشافا
أصغي إلى قلبي و جسدي معا
و ما يخاطبهما من شعر
و وعي بصوت مرتفع…
الشعر نهر هائج يتدفق بدمي
سيل جارف يحملني إلى موانئ الأبجدية
و الوعي ريح وهاجة تهرهر بقلبي
تخلع الأبواب الموصدة
تشق جلباب الكون الضيق
النائم في سبات الزمن…
عاصفة عتية تغير جغرافيتي
تكسر فيزيائي لأصبح بحرا أو قمرا أو مطرا…
أنصت إلى انشطاري بعرض السماء
وإعادة تشكلي…
ألمح بريق روحي على طرف نجمة سرمدية
لازوردية الضياء
تشع بين نجوم أعاد الليل ترتيبها
حسب درجة توهجي و عدد رؤاي
ألامس بأهدابي جبين قمر
لأسرج كلماتي
فيحاول التسرب داخلي
يحاول التعايش مع ذاتي المتنقلة
ليصبح شريكي في رحلة السير إلى الأمام
يسحب جواز سفري العالق
في عبثية الماضي
ويستعد معي لسفر كوني لغوي
مشهدي مذهل
الليل يهيء لي على سطحه
في معزل عن الدروب
الموغلة في الخرافة و العتم
ركنا أنثويا
متلألئ المستقبل
دينامكي الحلم
يليق برقصة ساطعة الجنون
شديدة الجموح
متعالية على التعالي
تحرك الحاضر القابع في مكان مكسور
مليء بالجدران السوداء و التوابيت
إلى أرض الغد
تحرك موطئ قدمي
من رصيف ليل الوعي الأنثوي
الضيق الممتد إلى باب الجحيم
إلى رصيف آخر أكثر أمانا…
الأزمنة تطوف حولي
تنتظر لحظة انبثاقي من فوهة الحياة
لأعيش الوجود رقصا و شعرا و عشقا
تحت سقف عالم جديد
على أرض هوية جديدة
في رحاب الربيع
المندلع من أجنحة مخيلتي
لأرقص أكثر
وأنسجم أكثر
مع حركة المعنى العابرة للزمن
لأحلم أكثر
بكل ما أوتيت من شهوة إلى الحرية
لأحب أكثر
بكل ما أملك من شهية عاطفية
و بقدر ما أملك من أزهار سماوية
تفتحت في قلبين
تقاسما شهد القبلة الأولى
فوق الغيم الشفيف المجرد
من كثافة المواعظ
و سيولة الخطب المنبرية
الأمكنة تسافر بأوردتي
لتشهد لحظة وفاتي
على أرض قصادي
وأنا أوزع خبز البلاغة
على جوعى الكلام و الحب
على التائهات بين ثنائية
الوهم و الحلم…
ولدت معنويا ألف مرة
و مت ألف مرة
بطريقة الفراشات
لأترك في سيرتي
ما يوضح أعتم الأسرار
ما يحقق حضور الوعي
في ذاتي و في الآخر
ما يصلح لتفتح معنى على معنى آخر
مايذكر الإنسان بتاريخ الكون
و بالمكانة الوجودية الحقيقية لحواء…
مت بما فيه الكفاية
لأحيا أكثر في رحاب عزلتي المعقدة..
مت بما فيه الكفاية
و لم أحصل بعد على بطاقة الإقامة الدائمة
فوق أرض تعبر عن هويتها بالسلام و الإنسانية
مت بما فيه الكفاية
و أنا أصغي إلى ما تقوله النساء في سرها
و هي تصفق لي من شرفات الأمل
عبثا أناجي النور
و حريتي فوانيس محترقة
عبثا أناجي الماء
عبثا أقيم في البحر
ثورة مد
وكل مجاديفي محطمة
عبثا أطيل الإنصات إلى إغواء الحرية
و بطولتي نواقيس مختنقة
مت بما فيه الكفاية
ما عدت أريد أن أموت أكثر !!!
و لا أريد أن أكون بطلة أكثر…!!!