د.يوسف الحناوي
متابعة/عبدالله القطاري
يقول أدونيس : ــ ” لعـــلّ خير ما نعرّف به الشعر الجديد هو رؤيـــا ” ويحيل هذا الشاعر على قولة للشاعر ” رونيه شار ” René Char : ـ ” الكشف عن عالم يظلّ أبدا في حاجة إلى الكشف “.. وتقع عبارة : ــ ” الرؤيا ” في علاقة تـبـايُــن مع ” الرؤية”. فـ ” الرؤيا هي ما يُـرى في النوم أو من فعل التخيّل في الحلم، وقد تُطلق على أحلام اليقظة أو الرؤيا بالقلب. أما الرؤية فهي ما تراه العين أو فعل الحسّ البصري .. فهي من فعل الباصرة في اليقظة ” .فعند الاتّصال بالواقع المعيشي يتولّد التفاعل والانفعال وتكون التجربة الشعرية .
إنّ تبنّي ” الرؤيا ” يعني الابتعاد الفنّي عن قضايا المجتمعات .. وتبنّي الضبابية والتعتيم، لذلك كثيرا ما تطرح أشعار المرحلة الثانية إشكالات مع المتلقّي إلى حدّ القطيعة أحيانا . حيث طغى الإبهام على جلّ شعر هذه المرحلة الثانية .
وعندما نروم تنزيل الصادق شرف أبو وجدان في هذا التطوّر للشعر العربي الحديث نجده يتموقع في المرحلة الثالثة، مرحلة التناقضات والتيارات المختلفة، لكنّه يظلّ فعلا شاعر ” الرؤية ” أي التجربة المعيشية ، أو التلاحم مع الطبيعة وهموم الإنسان، أي تفاعل الذّات مع الكون وما يحتويه . وكأنّي بهذا الصادق قد أعاد للشعر العربي وظيفته الحقيقية، نَزَع عنه رداء التعتيم والوهم والهروبِ الروحي والفكري ليقرّبه أكثر فأكثر من انشغال الناس وهمومهم وشواغلهم،
فالانزياح الشعري عنده يدور في هذا المدار ويتوغل فيه ، فلم يبق في مستوى المجاز السيابي بل توسّع إلى أدوات تشكيلية أخرى . الإمضاء : د . يوسف الحناشي
٠ تعليق