الكاتبة والفنانة التشكيلية:رجاء بن موسى من سوسة تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
سنابل القمح الذهبية فاقت الشمس نورا
قد حملها لنا الحاج قاسم بركة و خيرا من صابة مندرة باجة
وبنات الحي ينشدن من الغرابل عولة لهذه السنة
وهذه محرزية التي وشت فوطتها بالفضة و العدس و الكنتيل قد رمت السطل الخشبي المشدود بحبل وسط الماجل
ناشدة منه ماء ناعما
تسكبه وسط السقيفة
لتنحني خديحة بجبتها العكري المطوقة بحزام مطرز بخيوط الذهب تدفق ماء في كل ركن من أركان السقيفة بمكنسة سعف النخيل
فالحرة ما تفقدت تراكنها
فهي في عين حماتها مقدية
وتفرش السقيفة بكليم أمازيغي
وجلود بربرية
و زهر الياسمين والفل قد تمايل على جدران السقيفة ينشد عبيرا لبنات سلاطين.
فمن قصر غرناطة كان مقامهن وفي بلاط ملك الأمازيغ ماسينيسا كان حضورهن
و كعك الورق النسري قد تفتح ضياء
على مائدة تفاخرت بمجالس الملوك
عناقيد عنب وبرتقالا اكتسى خجل الورد
و قهوة تفور شدوا لموسم العولة
وحبات القمح الذهبية قد نقرتها أنامل خديجة بعيون ثاقبة من الحسك والحصى وقد شدت الطيور و الأزهار عدسا وفضة على بلوزتها فهي فخرا لأصالتها
وسالمة قد تمايلت طاقيتها تاج الملوك وهي تحاور حبات القمح في مجرى كوكب الرحى الحجري
فتدور تدور وترجع لقلب الرحى
وتنفش النخالة بصوردي للنخال
تلميعا ونضارة لسوق النحاس
و تلتف جباه النسوة بتقريطة هدية من نيابوليس موطن الكتان
و تدور غرابل القمح و السقاط والطلاع و النفاض كما تدور الأفلاك في النظام الشمسي
ويرش الدقيق في قصعة النحاس بأنامل تحاورها بين ماء زكي وتشيش
فزيد الدقيق زيد التشيش
وترفع الأيادي الغربال في رقصة صوفية
وقد تهدلت الاكوام من الدنتال المطروق بالعدس والكنتين
على انغام شدو مذياع
يالي ارشقت المشموم
وينساب كسكس شمسي و مزلوقة
ندية تبحث عن نور شمس فوق الأسطح
فترفع القفة بغنيمة من النعم وقد شدت بحبل الى الأعالي
وتمتد الأكف على الكسكس الرملي فوق الملاحف البيضاء قد سترت حصيرة من سعف النخيل
فتشتد صلابته مقاومة لشتاء
ولمواسم البرتقال و الزيتون والحصاد
ومن قاع الخابية يمد كسكس السنة الفارطة فالمراة الحاذقة ما جعلت بيتها عامرا طول السنة
والحبل على الجرارة
وعولة هذا العام في بيت المونة
قد غربلت بعد دفئها و امتلأت بها خواب خطوطها أمازيغية وطهوها بربريا كسكس رملي وقمح و مزلوقة و ملثوث
الم يذكر العلامة ابن وخلدون
التونسي قد عرف بلبسه البرنوس وأكله الكسكوس