بقلم /سامح بسيوني
بعد منتصف الليل أحسست بغربة ، وأغسل أحزاني.
فجلست أمام شاطئ بحر أتأمل أمواجه العاتية، وكأنها تصارع تلك النفس المؤلمة بماضيها.
وصورة القمر تزين البحر على سطحه، وكأنها لؤلؤة ألقت في بحر لجي، وامتد نظري إلى السماء وقد اشتد ظلمة الليل؛
فتساءلت في نفسي من زاد السماء جمالا أترى هل القمر بنوره وضيائه؟ أم سواد الليل وظلمته؟!
القمر يمثل وحدتي، وغربتي فهو يعيش بين ظلام حالك ونجوم تكاد لا ترى.
يظهر القمر وهو المتربع على عرشه في السماء؛ فهو المتألق دائما تبكي عليه السماء عند المحاق.
القمر يمثل الإنسان الذي يعمل، ويعيش من أجل الإنسان فهو الذي يمد الضوء ويلألأ السماء فتزداد جمالا فوق جمالها.
فالقمر يوقظ روح التفاؤل والإلهام في نفوس الحائرين والتائهين والمضطربين؛ فيبث في النفس الأمل والتفاؤل، وكأنه هو الملهم لتلك النفس التائهة في الحياة فما أجملك يا قمر!
القمر هو حديث العشاق، ومصدر إبداعهم وإلهامهم؛
يقف الشعراء صاغرين أمام إبداعه، وشدة جماله، يا له من سحر عميق!
القمر يمثل في حياتنا العطاء بلا مقابل يمثل الأمل في وقت اشتد فيه الكروبات٠
القمر هو مستودع أسراري وأفكاري، فنظرت أبث له أشجاني وأحزاني، شكوت لك يا قمر قسوة الزمان والمكان؛ فأصبحت الغربة ليست غربة مكان وإنما غربة الإنسان للإنسان.
فنظر لي القمر وقال لي: ألم يتعظوا من سورتي في القرآن بأنني انشققت واقترب الوعد الحق٠
فتحسر القمر على حال البشر في شدة نفاقهم وغياب ضميرهم
وعندئذ بكى القمر!