من اعلام الصحابة: ضماد بن ثعلبة الأزدي رضي الله عنه

بقلم حسن محمود الشريف

أنه الصحابي ضماد بن ثعلبة الأزدى رضي الله عنه .
روى ابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال: قدم رجل من أزد شنوءة، يقال له (ضماد) مكة معتمرًا، فسمع كفار قريش يقولون: محمد مجنون، فقال: لو أتيت هذا الرجل فداويته. فجاءه فقال له: يا محمد إني أداوي من الريح، فإن شئت داويتك لعل الله ينفعك. فتشهد رسول الله صل الله عليه وسلم، وحمد الله وتكلم بكلمات فأعجب ذلك ضمادًا، فقال أعدها عليَّ فأعادها عليه، فقال: لم أسمع مثل هذا الكلام قط، لقد سمعت كلام الكهنة والسحرة والشعراء فما سمعت مثل هذا الكلام قط، لقد بلغ قاموس البحر يعني قعره – وهذه كلمة يقصد بها غاية الثناء والمدح – فأسلم وشهد شهادة الحق، وبايعه على نفسه وقومه.
وبعد ما هاجر النبي محمد صل الله عليه وسلم إلى المدينة وأرسل سيدنا علي بن أبي طالب في سرية إلى اليمن فأصابوا إداوةً فقال: ردوها فإنها إداوة قوم ضماد. ويقال:
بل أصابوا عشرين بعيرًا بموضع فاستوفاها فبلغ عليًا أنها لقوم ضماد، فقال: ردوها إليهم، فردت إليهم.
ورواه البغوي وزاد فيه: فبعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا فمروا ببلاد ضماد، فقال أميرهم: لا تأخذوا لهم شيئًا.
وفي رواية ابن الأثير: فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من يشاء، فهل لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد”؛ فقال: أعد عليَّ كلماتك هؤلاء فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا، فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة وسمعت قول السحرة وسمعت قول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، والله لقد بلغت يَاعُوس البحر فمد يدك أبايعك على الإسلام فبايعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وعلى قومك؟” قال: وعلى قومي.
رضي الله عنه وأرضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

من اعلام الصحابة: ضماد بن ثعلبة الأزدي رضي الله عنه
Comments (0)
Add Comment