بقلم دكتورة سلوى سليمان
“اعطني الأمان ، أو اعطني الموت”
جون ستوسيل
الإنسان اجتماعي بطبعه لذا لا يستطيع أن يعيش بمفرده وعليه أن يكون شبكة من العلاقات، ولكن من المفترض أن لا تدوم جميعها، فلن يبق منها سوي العلاقات الصادقة التي ُتشعره بالأمان، ذلك الدرع الواقي لأي علاقة، والسياج المحكم الذي يمنعها من الانهيار، فما يُبقي العلاقات الأمان والاطمئنان لا الخوف والتوجس بالفقد.
فلو كانت العلاقات طيبة ما انهارت، ناهيك عن العلاقات المسمومة التي تؤول بنا إلى الإحساس بفقدان الثقة بالآخر، وتوقع الخيانة والخذلان والغدر وعدم المصداقية في القول والفعل.. فالحذر فقط من هذه العلاقات لأنها حرفيا علاقات خطأ، فلا يوجد ملائكة على الأرض، لذا عند الصدمة نرى العيوب ومالا يصدقه عقل..
فالأمان ثقة، بقاء، احتواء وموقف ثابت مهما كانت الظروف، فحيثما وجد الأمان وجد الاستقرار والاطمئنان.
ومما لا شك فيه أننا قد نرحل عن ذواتنا باحثين عن هوية ترضى رغباتنا واحاسيسنا،وهنا لابد أن نختار ما يتناسب وأسلوب حياتنا وما عكفنا عليه داخل إطارها.
فهناك علاقة طردية بين الأمان والحب، فكلما زاد الشعور بالأمان زاد الحب، وكلما نقص الأمان يكون ذلك بمثابة مؤشر قوي لنقص الحب، وللحب أعمدة اربع :الأمان، الاهتمام، الثقة، التضحية، ويعد الأمان أهمها، عدم احساسك بالخوف مع من تحب هو قمة الأمان، وعندما احب فأنا اتقبل من أحب – عيوبه قبل مميزاته – وهو ما يسمى soulmate صديق الروح، سكوته، صمته، بُعده، فلن يقلقني كل ذلك ولذا استبعد تماما منه الخيانه والغدر وكسرة القلب ، لأنه جبهة امان بالنسبة لي فلن يكذب أو يخون وعلى الجانب الآخر سأقدر ظروفه أيا كانت،
أخيرا… اعرف قدر نفسك وكن انتقائياً ،
، واختر بعناية ما يستحق أن يكون ضمن إطار حياتك ، واحرص أن لا تستنزف نفسك ووقتك في أماكن ، أو علاقات ، أو دروب، أو صداقات، أو اهتمامات، ليست لك ، ولا تشبهك ، ولا تُعبِّر عنك، ..وتيقن أنه
كي تستمر العلاقات وتزهر لابد من الإحساس بالأمان ذلك الدرع الواقي،فما يُبقيها هو عدم الخوف من تقلب العقول والقلوب والتهديد بالرحيل، فحيثما كان الأمان، وُجد الاستقرار والاطمئنان ...فمن السهل أن يمنحُكِ الآخر الحب، لكن صعب أن يمنحكِ المساندة والسلام ..ويتفق معي نجيب محفوظ قائلا:
لن يكفيك دفء أحضان العَالم مجتَمعة لتَشعر بالأَمَان، مَا لم تحتَضن نفسَك مِن الدَّاخل ، كُن مسالما مع جوارِحك وجُروحك لأجْلك…..