بقلم /حنان محمد
لم نولد بتلك القسوة،لم نخلق بذلك الثبات، منذ ولادتنا كانت قلوبنا هشة كزبد البحر، أرواحنا في خفة الطير، لم نعد في السابعة من عمرنا نتأثر بأقل شئ وتكسرنا مجرد كلمة، ذلك الثبات لم يخلق من عدم، وتلك القسوة لم نخلقها بكامل إرادتنا، لم تتركنا الحياة على سجيتنا، سلبت جزءا من روحنا إن لم تكن سلبتها كلها، وتركتنا كثوب ممزق يملؤه العيوب ولكننا تمكنا من ترقيعها لمواصلة الحياة، لا تزال بعض الجروح والخدوش لم تلتئم وتُشفى ولكننا نواصل المسير، لا أذكر عدد المرات التى اختل فيها توازني وشعرت فيها بالانهيار ولكني واصلت المقاومة، إن لم تر بعينيك ذلك فلا يُنكر حدوثها، ليس كل ما تراه عينيك أو تسمعه أذنيك حقيقي، ولكي أكون أكثر دقة ليس كاملاً، إننا لا نرى الصورة كاملة إن لم نكن نحن جزءا منها، ترى وتسمع المشهد من زاويتك وغيرك يراها من زاويته وأنا وحدي أرى ما خلف الكواليس، أرى ما مررت به وحدي، رأيت أنت تلك الابتسامة ورأيت أنا في المرآة وجهي المتعب من محاولة رسمها، سمعت أنت أصوات ضحكاتي وعدم مبالاتي لجدية الموقف وسمعت أنا وحدي صوت صرخات وتهشم قلبي، أنت لم تر ما مررت به ولا أنا مررت بما مررت به أنت، لذلك لا تلمني على طباعي ولا أعاتبك أنا على خصالك كلانا مر بما يكفيه حتى أصبح ما هو عليه، رفقاً بقلوب البشر فهي تحمل ما يكفيها .