وداعا للبحيرات الزرقاء الجميلة

 

د. إيمان بشير ابوكبدة 

 

تعد البحيرات الزرقاء من بين أكثر النظم البيئية روعة وتنوعا حيويا على وجه الأرض، فضلا عن وجهاتها السياحية ومصدرا لخدمات متعددة، من إمدادات المياه إلى تربية الأحياء المائية. لكن هذه المسطحات المائية، التي غالبا ما يتم تمثيلها كرمز للنقاء والطبيعة غير الملوثة، معرضة فعليا لخطر الاختفاء بسبب تغير المناخ. 

 

في الواقع، يؤدي الاحتباس الحراري إلى تغيير لون البحيرات تدريجيا، مما يجعلها كلها خضراء وبنية. في المستقبل، إذا فشلنا في السيطرة على انبعاثات غازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان) وسيستمر متوسط ​​درجات الحرارة في الارتفاع بلا هوادة، وسوف تتضاءل هذه النظم البيئية الرائعة.

 

تم تحديد ذلك من قبل فريق بحث أمريكي بقيادة علماء من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، الذين تعاونوا بشكل وثيق مع زملاء من قسم الجغرافيا والجيولوجيا والبيئة في جامعة ولاية إلينوي التابعة لقسم الجيولوجيا في جامعة بيتسبرغ وجامعة ولاية كولورادو وجامعات أخرى ذات نجوم وخطوط. توصل الباحثون، بتنسيق من البروفيسور شياو يانغ من قسم علوم البحار والأرض والبيئة في نورث كارولينا، إلى استنتاجاتهم بعد التحليل الإحصائي لأكثر من 5 ملايين بيانات حول لون البحيرات التي تم جمعها من خلال استطلاعات الأقمار الصناعية. تم إجراؤها بين عامي 2013 و 2020. وشارك فيها أكثر من 85000 بحيرة وخزانات أخرى حول العالم.

 

من تحليل البيانات، قرر البروفيسور يانغ وزملاؤه أن البحيرات الزرقاء تمثل حاليا حوالي 30 بالمائة من جميع تلك الموجودة على الأرض. تتركز بشكل أساسي في مناطق خطوط العرض الأكثر برودة وأعلى من الكوكب، حيث تسقط الأمطار الغزيرة وتميل المسطحات المائية إلى أن تكون مغطاة بصفائح جليدية خلال الأشهر الباردة من العام. من ناحية أخرى، تنتشر البحيرات ذات اللون الأخضر (71 في المائة)، مع تركيزات أعلى في المناطق القاحلة، على طول السواحل وفي قلب القارات.

 

يتأثر لون البحيرات بعوامل متعددة، مثل العمق ووجود الطحالب، لكن الباحثين قرروا أن درجة حرارة الهواء وهطول الأمطار والموقع الجغرافي وغيرها من الخصائص تلعب أيضا دورا. مع الزيادة في درجات الحرارة التي يحفزها تغير المناخ، يفضل تكاثر الطحالب، والذي بدوره يحول اللون الأزرق إلى الأخضر والبني. إنه ليس مجرد تغيير في اللون، لأن وجود الطحالب له تأثير على التوازن البيئي وعلى جودة المياه. كما أشار مؤلفو الدراسة، احصل على مياه نظيفة قد تكون البحيرات التي لم تعد زرقاء أكثر تكلفة، وقد تختفي أنواع معينة من الأسماك. حدد العلماء لون البحيرات التي تم تحليلها على أساس أكثرها تكرارا على مدار 7 سنوات. وبالتالي فقد طوروا نوعا من الخريطة والتي بفضلها يمكن تقييم الوضع على المستوى العالمي. وفقا للعلماء، ستختفي 14 بالمائة من البحيرات الزرقاء على الكوكب مع ارتفاع 3 درجات مئوية في الصيف.

وداعا للبحيرات الزرقاء الجميلة
Comments (0)
Add Comment