التعليم نظام اجتماعي

 

بقلم دكتورة سلوى سليمان 

 

   إن أهمية التعليم لم تعد محل جدل في أي منطقة من العالم،فأصبح من الواضح للجميع أن قوام أي شخص بالتعليم، وليس سواه، فقد اثبتت التجارب الدولية المعاصرة بما لا يدع مجالا للشك أن بداية التقدم الحقيقية والاساسية هي التعليم، وأن كل الدول التي حققت تقدما بدأت فعليا بالتعليم أو جعلته الهدف الاول والأسمى ونقطة الانطلاق صوب التقدم في باقي المناحي، فنجد الدول المتقدمة تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها ومن الطبيعي أن يكون للتحولات والتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية في شتى بقاع العالم باعتباره نظاما اجتماعيا فرعيا داخل إطار المنظومة المجتمعية الشاملة. 

 

ومما لا شك فيه أن التعليم ضروري البدء به في سن مبكرة لأنه يطور القدرة الدماغية والجسدية والاجتماعية ويمكن الطفل من خوض التجارب المثمرة التي تغني حياته وبنيته كإنسان. فلا يقتصر التعليم للأطفال على الكتب بل يجمع كل ما حوله في محيطه والعالم من فنون وتقنيات وثقافات وتاريخ ولا بد من شمل تعليم الاخلاق وقوانين المجتمع والفيزياء لحماية الطفل وتعزيز وعيه.

 

وتعد مرحلة الطفولة المبكرة توقيت أرحب وفرصة سانحة للنمو، وتلقى التعليم الذي يبقى أثره ويمهد لتعليم أفضل في السنوات اللاحقة شريطة تهيئة بيئة منظمة يسودها مناخ تربوي يساعد على التفاعل وتكوين العلاقات، والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يعني التعليم الرسمي للأطفال من قبل مؤسسات خارج نطاق الأسرة لما هم دون سن السادسة ويتمثل هذا النوع من التعليم في دور الحضانة التي تقدم خبرات تعليمية هادفة مخطط لها، ويركز التعليم في هذه المرحلة من خلال اللعب والمحاكاة والنشاطات والألعاب الجماعية، وإثارة دافعيّتهم و تحفيز فضولهم

وميولهم ودمجها مع ما يقدم لهم من مادة علمية

من منطلق أن تعلم الأطفال مبكرا قبل مرحلة المدرسة له تأثير على مستوى تحصيلهم الأكاديمي في مرحلة المدرسة. 

 

ولأن الطفل هو محور عملية التعليم فعلى القائم بالتعليم أن ينطلق من واقع هذا الطفل، وان يراعي خصائص نموه واحتياجاته في كل مرحلة من مراحل هذا النمو؛ لذلك قام علماء علم النفس بتقسيم مراحل الطفولة الي خمس مراحل، ويعتمد هذا التقسيم على أساس النمو الجسمي وما يواكبه من خصائص نفسية ونمو عقلي وروحي وجداني وخلقي وايضا لغوي. 

 

ومن هنا بات التعليم والرعاية في مرحلة مبكرة من الطفولة الاستثمار الأكثر كفاءةً وفاعليةً من حيث التكلفة؛ ليسلك الأطفال سبيل التعلم مدى الحياة وتنمية قدراتهم و إمكاناتهم؛ فالتبكير بالتعليم يهيء مناخ مناسب جدا لبناء الفرص وتحقيق الأهداف مستقبلا

أخيرا… تعليم الأطفال هو أحد الحقوق الأساسية العشرة لهم والتي صيغت في إعلان حقوق الطفل عام 1959، تلك الحقوق التي يجب أن يكون كل طفل قد حظي بها فعلًيا، لذا يجب أن نبذل الجهد كي ينالها كل طفل دون استثناء، لأنها حق مكتسب له ،فبالأحري صار لزاما توفير هذا الحق وخاصة في وقت مبكر لكل طفل في كل مكان

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

التعليم
Comments (0)
Add Comment