برجاء الانتظار

بقلم السيد عيد

الانتظار علامةٌ مميزة وفارقة في حياتنا ، نجده باستمرار لكنّنا نادراً ما نتحدث عنه. نحن نمضي حياتنا كلَّها ونحن ننتظر. منذ أن حضرنا الي الدنيا ونحن ننتظر، في الحياة مشاهد كثيرة للانتظار، فهذا ينتظر شخص ما
والطالب ينتظر النتيجة والعروس تنتظر يوم الزفاف
والابن ينتظر استجابة صلاة من الله لوالده المريض
وعجوز ينتظر في المحطة القطار ليقله الي أحبائه.

بكل صراحة تأرجحت اليوم ما بين الدهشة والاهتمام المفرط والاعجاب المشوب بالقلق والرغبة في المقاومة! وذلك عندما وضعت الفيزا في ماكينة ATM ووجدت علي الشاشة رسالة برجاء الإنتظار وطال الانتظار ليعلن الانتظار بداخلي حالة من القلق والحيرة ماذا أفعل لو لم تخرج الفيزا والنقود كيف أدفع ماعلي من التزامات مأكل ومشرب وفواتير كهرباء وغاز ومياه ودروس الأبناء وأسد الدين للبقال اجتاحني هذا الشعور وكأن قلبي كاد يتوقف الا ان خرجت الفيزا والنقود

الانتظار لدي البعض هو مأساة حياتهم ، ولدي البعض هو سر التشويق والاثارة ، اما لدي فهو شبح المستقبل المجهول

اسوأ لحظات الانتظار هي الانتظار بكل صوره فغالبا ما تخيب بعدها الآمال فكُلّنا ننتظر، ننتظر قراراً أو نتيجةً أو إجابةً أو علامةً فارقة، ننتظر من يحنو علينا المهم، ونحنُ في الانتظار، ألا نفقد الأمل إذا كان الانتظار مؤلماً، وألا تحرقنا حماستنا إذا كان الانتظار مفرحاً، وهذا ليس بالأمر السهل، ذلك لأنّ الانتظارَ إذا طال، قد يكون مُميتاً، فهو قد يقتل الشيء، ويسخّف المُنتَظَر، ويُلغي قيمته

صحيحٌ أنّنا يجب أن نصحو كلّ يوم ونحن نتمني أن ننتظر أمراً جميلاً يحدث، لكنّنا يجب أن نحذر من أن ينقل الانتظار الملل والخمول فينا ولعلنا نتعلم درس عظيم من الانتظار ألا وهو الصبر والصبر هنا ليس قدرتنا علي الانتظار بقدر مقدرتنا علي التصرف ونحن ننتظر

الحقيقة أنّنا حالمون مخذولون، قسى علينا واقعنا بالانتظار، يجب علينا أن نسخر من شفرة الانتظار بيقين يونس أن الله سينجيه من بطن الحوت وأحزان يعقوب وانتظاره لسيدنا يوسف دون يأس.

Comments (0)
Add Comment