كتبت/سالي جابر
( ذهب خلفها ليستعيد جزءًا منه، فمنحها كل أجزائه الباقية، وحتى اللحظة ما استعاد شيئًا…)
من رواية لا سكالا للكاتبة نور عبد المجيد.
إنه عصمت رأى أوليجا لأول مرة في كافيه تحتسي فنجانًا من القهوة، وقد كان غارقًا في أفكاره، شاردًا في خوفه من أخيه الأكبر، رآها تصفح عن النادل الذي قام بسرقتها، وعندما سألها لماذا …؟ أجابته:” الجميع يا صديقي أصبحوا لصوصًا”
كان محاميًا، بينما طفلًا صغيرًا أمام أخيه، وكانت هي راقصة باليه، لقيطة لا تعلم أهلها، ووجدت فيه السند والأمان، الحب الذي تنتظره، العائلة التي تتمناها، أطلقت سراح سرها الأسود في سماء راحتيه، وبكت بكاءً لم تبكِ مثله، و عدها بالبقاء معًا والزواج، فهو الفلاح الرجل الذي لا يترك من استنجدت به، من أهدته قلبها، وكانت تلك رؤيتها له، إلا أنه ظهر على حقيقته التي أخفاها الحب، ظهر بعد سنوات قليلة، فكثيرًا ما يعمينا الحب عن الحقيقة ويتركنا كارهي الحب وسيرته.
وعلى الجانب الآخر؛ وجهه نظر أخيه بهجت الذي يخشاه عصمت كثيرًا، ألقى على سمعه خطبه جميلة ليسمح له بتلك الروسية راقصة الباليه، التي تتعرى في زي الباليه، وتتلوى بين أصابع الرجال، وقد كان له ماطلب ليوافق على تلك الزيجة.
تزوجا ونتج عن هذا الزواج يُسر طفلة جميلة عشقتها الأم حد الجنون، بها ملامحها الروسية بقلب مصري يُغص في أجفانه طين الأرض الزراعية.
لكننا لا نعلم دائمًا متى بدأت النهاية …
كيف نحب؟ ومتى نحب؟ ولماذا؟
أحمق هو كل من ظن أن لهذه الأسئلة إجابات، وأن هذا الحب يبقى حبًا إن استطعنا الإجابة عليها.
لا نعلم كيف بدأ الحب، ولا متى بدأت نهايته، لكن عندما يبدأ الألم، وإثارة الأسئلة حول الطرف الآخر، عندما نجد في أعيننا دمعة تأبى النزول، عندما نريد البقاء حبًا ونريد الهروب من هذا الحب حفاظًا على أنفسنا وكرامتنا التي أهدرت في الحب…..ينتهي الحب.
وقصة حب أوليجا وعصمت انتهت عندما بدأت ألا تحترمه. عندما صدقت كذبته، عندما خانها بالكلمات والوعود
” عندما نحب تصبح أكاذيب من نحبهم وحيًا من لًا تشك في حرف من حروفه…
عندما نحب، نراهم ملائكة أرسلتهن السماء إلى أرض أيامنا ليعلموا كيف تهبط الجنة على الأرض!!
عندما نفيق ويغيب الحب، نتذكر ذات الجمل، ونضحك خجلًا من أنفسنا، كل الكلمات إن غاب شيطان الحب تراها أكاذيب فقاعات…
عندما نحب!!
المعجزة الحقيقية أن نحب، المعجزة الكبرى أن نصبح عشاقًا!!