رجاء الانتظار

بقلم / سالي جابر 
30 أغسطس
عزيزي أهلًا؛ وددتك لو تنتظر معي دقيقة، دقيقةٌ واحدةٌ وحسب، أقص عليك مشاعري التي تم وأدها بسبب مشاعرك المرهفة، الحساسة، الجذلة، قضيت ساعات بل أيام وأنا أفهم لِمَ كل هذا العناء؟!
وكانت الإجابة” مشاعر فياضة” شخص مرهف الحس، بتقطع أنينًا، ويتمزق وجدانه كلما سمعت أذنه كلمات لا تعجبه، كلمات تخدش شعورًا كتمه بين ضلوعه، وما بال النسوة اللاتي في حياته؛ أمه، أخته، وأنا… ننتظر منه أن يكون معنا رجلًا، لكن ما هي صفات الرجولة من وجهة نظر الأنثى؟!

عزيزي؛ أرجوك تمهل، الآتي هو الأهم، كي تنجح تلك العلاقة لابد أن تعي مفهوم الرجولة من وجهة نظر المرأة، أن ترى الرجل في عين أنثاه، لا تختبيء وراء أعمالك وتتعلل بها، لا تنجذب تجاه القمر وتقول أن الجو باردًا، ولا تقترب من الشمس فتحرقك حرارتها، الوسطية دائمًا جميلة، إلا مشاعر الأنثى فهي مجنونة لا تمت للواقع بصلة، الأنثى عندما تحب تعشق، وحينما تعشق لا تترك لك فرصة للعيش وحيدًا، بعيدًا عنها، تريدك ملك لها، لا ترى سواها، لا تسمع غيرها، تسمعها حين تلجأ لك، تحتضن قلبها حين لحظة خوفها، تربت على قلبها حين حزنها.

الأنثى حينما تحب تغرقك حبًا وحنانًا، تريدك والدها الذي يعشقها ويدللها كطفلة، أخيها الذي يحبها ويخشى حزنها، تراك رجلًا، وعندما تعبث بمشاعرها تغضب، تثور، تنفعل، تصرخ أنين حبك، عندما تتركها وحيدة تشعر بأنها كالجندي المبتورة قدماه، يقف وسط الميدان وكفيه مخضبه بالدماء، وأنت تغمد نصل عذابك بداخل قلبها، تسامح وتضعف حين كلمة واحدة تنطقها شفاهك” أنا أسف…بحبك” ثم تبدأ أنت تتعلل بحجج ربما صادقة لكنها تبرز مدى ضعفك، مدى خوفك، وحين يتكرر الأمر أكثر من مرة، حين تعود متأسفًا؛ لا تدع مكانًا في عقلها، قلبها دائمًا معك ويحبك، لكن وبعد العديد من الإحباطات يبدأ عقلها في العمل، يبدأ ينخرط في العذاب ويحاكم القلب، يثور في داخل أعماقه؛ لغضبه الثائر على قلبٍ ضعيف لكنه لا يتركه لمعركة خاسرة.

عزيزي؛ كن رجلًا مع قلبي، حتى ونحن نتخاصم لا تتركني دون سؤال، بالأمس طلبت منك ألا تتركني وحيدة حينما تغضب مني…صمت للحظات ورأيت في قلبك غُصة أنني لا أراك رجلًا وعبرت لي دقات قلبك عن الأسف والأنين ووافقتي الرأي، والآن تتركني وحيدة دون سبب، ألا يكفيك أن تكون معي طفلًا؟! متى تستيقظ من غفوة طفولتك، متى ينضج قلبك؟

عزيزي ورفيق روحي انتظر دقائق قليلة لأُريك كم حقيقة مذهلة أنارت الطرقات للعاشقين، كنور شمسٍ ساطعة في ظهيرة الصيف، الحب يا رفيقي بستان من الورود نقطف منه ما اشتهت أرواحنا، نشم عبيره وندون حبه على صفحات الكتب، نترك في كل صفحة بصمة وردية صادقة، الأنثى أيضًا تحب الورود وتعشق عطرها وتدمن ألوانها وأشكالها، فإذا أعطيتها وردة تنسمت عطرًا وغدت طفلة بضفائر ذهبية تنسج خيوطها الشمس، وتتغزل بجمالها، اهدي قلبي وردة ربما تصفح عن مساوئك وأغفر لك خطايا حبك الممزوج بالوجع، سأترك لك الأمر لتختار من الزهور ما أحب، وأتمنى ألا تخذلني ورودك.

رجاء-الانتظار
Comments (0)
Add Comment