د/ زمزم حسن
وقعت معركة المصيخ في رمضان سنة 12 للهجرة الموافق نوفمبر 633م، بين جيش الخلفاء الراشدون بقيادة خالد بن الوليد والامبراطورية الفارسية وحلفاءهم من العرب المسيحيين.
كان (الزَّبرقان) وهو نائب خالد عليها، فقاتلهم المسلمون بمكان يقال له الحصيد فهزموهم فلجؤوا إلى مكان يقال له: خنافس فسار إليهم أبو ليلى ابن فدكي السعدي، فلما أحسوا بذلك ساروا إلى المضيح، فلما استقروا بها بمن معهم من الأعاجم والأعارب قصدهم خالد بن الوليد بمن معه من الجنود، وقسم الجيش ثلاث فرق وأغار عليهم ليلاً وهم نائمون، فأنامهم ولم يفلت منهم إلا اليسير، فما شبهوا إلا بغنم مصرعة. ثم كانت وقعة الثنى والزميل، وقد بيتوهم فقتلوا من كان هنالك من «الأعراب» و«الأعاجم» فلم يفلت منهم أحد ولا انبعث بخبر. ثم بعث خالد بالخمس من الأموال والسبي إلى أبوبكر الصديق، وقد اشترى علي بن أبي طالب من هذا السبي امرأة من العرب وهي ابنة ربيعة بن بجير التغلبي فاستولدها عمر ورقية.
وصلت أخبار انتصار المسلمين إلى خالد بن الوليد في معركة الحصيد وكان في عين التمر، فرأى خالد المسير إلى المصيخ لملاقاة الهذيل بن عمران التغلبي ومن معه من نصارى العرب وكان قد اتفق خالد مع أربعة من قادته أن يسيروا إلى المصيخ ويلتقون هناك وكان أحدهم القعقاع بن عمرو، فلما وصلوا جميعا أغارو على الهذيل ومن معه من ثلاث جهات، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، واستطاع الهذيل الهرب بنفر قليل، وقد وصف القعقاع هذه الغارة مفتخرا بما حققه المسلمون من انتصار كبير:
سائل بنا يوم المصيّخ تغلبا وهل عالم شيئا وآخر جاهل
طرقناهم فيه طروقا فأصبحوا أحاديث في أفناء تلك القبائل
وفيهم إياد والنمور وكلهم أصاخ لما قد عزّهم للزلازل