بقلم– رانيا ضيف
إليك ..
أتعلم أن نسيانك كان أيسر كثيرا من تغلبي على الأرق بعد يوم شاق يشوبه القلق !
كان أقل عذابا من إقلاعي عن السكر، فالحياة لا ينقصها كل تلك المرارة !
ولكن خداعك الذي نبت من عمق الثقة المفرطة ظل يسعى في جسدي كالسم البارد يطفىء روح الخلايا مرورابها .
نسيتك كلك وظل معي فقط خيبتي فيك،
لا أدري هل كنت ذكيا للدرجة التي تخدعني بها أم كان تغافلا مني !
تحججت بعتابك مرات ومرات حتى أكرهك عن قناعة .
تلك الابتسامة الباردة، ونبرة الصوت اللامكترثة،
ونظرات عيونك الزائغة؛ كن وسيلتي ودليلي في طريق بحثي عن خيانتك الصامتة .
كنت أنظر إليك بدهشة تارة وبشفقة تارة وبغضب مكتوم كاد يقتلع قلبي من محله .
أندهش من نهجك في الكذب الساذج كطفل يؤلف قصة لينجو من العقاب وهو يدري أن قصته ستقوده حتماللعقاب !
أشفق عليك لخسارتك إياي، قد كان قلبي ظلالًا وارفة ومتكأً وفيضًا من حنان .
أغضب لجرأتك على الكذب والمراوغة وأنت تعلم أنني أمقتهما، واستهانتك بذكائي وحدسي وهما أول ماأشعلا الحب في قلبك !
لم أكره أكثر من حنثك لعهود قطعتها على نفسك ولم أطلبها منك، فسقطت من عيني قبل قلبي .
كان يمكنني أن أعذبك بحضوري وأنتزعك من نفسك انتزاعا، ولكني لم أر أن الأمر يستحق كل ذلك العناء وأناأتصنع المحبة؛ فمن يسقط من نظري لا يظل في قلبي .
نعم؛ لقد أسقطتك من قلبي وأهديتك لها، فمثلك عقاب كافٍ !
ومثلي لمثلك كجوهرة وقعت في يد أعمى فألقاها ظنا منه أنها حجر ففاز بها من يقدرها .