كتب / عادل النمر
أصبح التعليم مذبحة الفقراء والمحتاجين وخصوصا فى ظل المرحلة الحالية وارتفاع الأسعار وإنخفاض الدخل وزيادة نسبة البطالة والمرتشين والفاسدين .
يعمل الفقر على خلق تحدّيات كبيرة تكون عائقاً في حياة الأطفال خاصة في مجال التعليم، بحيث تعمل الحكومات على إنفاق حصص قليلة من ناتجها المحلّي على التعليم مما يجعله غير متاح للعائلات الفقيرة وذات جودة أقل، وذلك بسبب وجود كثافات عالية داخل الفصول وأجهزة ووسائل تعليمية معطلة والأستعانة بأعضاء تدريس من خارج المنظومة ليس لديهم خبرة وكادر معلّمين غير مؤهل للتدريس، وعجز شديد فى أعضاء هيئة التدريس وإنخفاض الإمكانيات المادية والبشرية .
فكل هذه الظروف لا تلبي احتياجات الطلاب، وعلى الرغم من أن المدارس عادة ما تكون مجانية ، إلا أنّ هناك بعض التكاليف الإضافية مثل الأموال الباهظة إلى تطلب من ولى الأمر عن طريق بعض مديرى المدارس عند التقديم أو التحويل إلى المدرسة تحت مسمى المشاركة المجتمعية فى غياب الرقابة وعدم تقديم وزارة التربية والتعليم ماتحتاجة المدارس من موارد مادية وبشرية من أجل تجهيز المدارس من دهانات وكهرباء وسباكة وصيانة وكذلك أعضاء تدريس .
أصبح ولى الأمر والمؤسسات الخيرية هم المصدر الوحيد للصرف على المدارس . بالإضافة إلى الدروس الخصوصية التى تستنزف معظم دخل الأسرة التى لم تستطيع الدولة حتى الآن القضاء عليها . وكذلك لابد من توفير زيّ المدرسة، وشراء الكتب، ووسائل النقل الذي يحتاجها الطالب للتنقل خاصة في المناطق الريفية، بالإضافة إلى الأموال التي تخسرها الأسرة الفقيرة من إرسال الأبناء إلى المدارس بدل العمل لجلب لقمة العيش.
وأصبح كثيرا من الأطفال الذين يعانون من الفقر لا يكملون المرحلة الثانويّة من حياتهم الدراسيّة ، مما يقلل من نسب النجاح الاقتصادي، وكذلك نسب فرص العمل مما يؤدي إلى فقره كشخص بالغ.
يعتمد الإعداد المدرسي على التنمية المعرفيّة لدى الأطفال، فالأطفال الذين يعانون من الفقر هم أقل استعداداً للدخول لرياض الأطفال والتي تساعد في تنمية المعرفة لديهم، حيث إنّ الأسر ذات الدخل المنخفض لا يملكون الوقت الكافي للقراءة لأطفالهم ولا يملكون المال الكافي لإدخالهم رياض الأطفال، وتكون البيئة الأسريّة لديهم غير مستقرّة بشكل عام، على عكس العائلات ذات الدخل المرتفع، والتي عادة ما تكون قادرة على توفير الأموال اللّازمة لتنمية القدرات المعرفيّة لدى أطفالهم واستعدادهم لدخول مرحلة رياض الأطفال.
الحضور في المدارس إنّ التغيّب عن المدرسة المزمن يحدث بنسبة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف في المناطق الفقيرة، بحيث أن أغلبيّة الطلّاب الغائبين من الطبقة الفقيرة، وذلك بسبب الظروف المحيطة بهم من إرتفاع أسعار وسائل النقل والضغوط اليوميّة من تربيّة الأشقّاء، وارتفاع معدّلات الأمراض، وكثرة العنف في مجتمعهم، وأيضاً بسبب التنقّل الدائم للبحث عن فرص العمل .
إن الضغوطات التي يعيشها الطفل من بيئة منزليّة مضطربة بسبب الفقر وظروف المعيشة يؤثر سلباً على تعلّم الطفل وسلوكه، بحيث يميل إلى توجيه هذا الضغط إلى سلوك سلبي في المدرسة، ويكون ذا قدرة اجتماعيّة وأكاديميّة وصحية مضطربة، مما يجعله مشتت الانتباه والتركيز وضعيف الذاكرة، كما تكون نسبة الاكتئاب لديه عاليّة، ويقلل من مهاراته الاجتماعيّة والإبداعيّة.
ولابد من معالجة كل هذا المشكلات عن طريق
كفالة تعليم طالب العلم في مرحلة التعليم الأساسي أو التعليم الجامعي عن طريق سداد المصاريف الدراسية سوء المدرسية أو الجامعية للطلبة الفقراء الذي لا يستطيعون دفع تلك المصاريف .
أن تساهم الجمعيات والمؤسسات الخيرية في كفالة تعليم الفقراء وذلك عن طريق إنشاء سوق خيري لمستلزمات المدارس والجامعات بأسعار رمزية.
توفير الكتب الجامعية الغير مدعمة للطلبة الفقراء وذلك بشرائها من منافذ بيعها وتوزيعها عليهم.
تجميع الكتب الدراسية الخارجية القديمة والمستعملة وتوزيعها على الطلبة الغير قادرين على شرائها.
الإتفاق مع بعض المعلمين المتميزين في تخصصهم على إعطاء الطلاب مجموعات تقوية للمواد العلمية المختلفة لمساعدتهم في دراستها.
ومن ضمن الأفكار التي تساعد على كفالة تعليم الفقراء وهو توفير الملابس اللازمة للطلبة في المراحل الدراسية سواء بشرائها وتوزيعها عليهم مجانًا أوعن طريق تجميع الملابس المستعملة والصالحة للاستخدام وتوزيعها عليهم، أما بالنسبة للمرحلة الجامعية فمن الممكن إقامة سوق خيري للملابس وذلك بسعر مدعم .
إن الدولة المصرية متمثله فى القيادة السياسية باتت تضرب بيد من حديد كافة أشكال الفساد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة الفقراء والمحتاجين عن طريق حياة كريمة وتقديم المساعدات المالية للفقراء والمحتاجين ومع ذلك لم تنتهى مشكلة الفقر وخصوصا المرتبطة بالتعليم والصحة .
إذا لم نحارب الفقر والجهل فسنضطر يوماً لمحاربة الفقراء والجهلة بسبب العنف والتنمر الذى يولد من رحم الفقر .
أيها الفقراء والمحتاجين والمعذبين فى الأرض أيها الصامتون الحيارى المتعبون . عظم الله أجركم وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون .