آن لعمر أن يصدح، وآن للمرأة أن تصمت.

كتب_د.فرج العادلي

وأنا عائد من طريق الإسماعيلية، حدثني رجل استدان من أجل ابنته، وهو الآن مهدد بالسجن، وأخبرني أن أغلب ما استدان من أجله ليس مُعَدًا للاستخدام، وإنما للعرض، والزينة، والتفاخر خلف أعمدة الخشب، ولوحات الزُجاج الشفاف.

وقف عمر بن الخطاب _رضي الله عنه _ على المنبر يومًا ليحدد المهور، فقامت امرأة وقالت: يعطينا الله، ويمنعنا عمر ؟! فقال: أخطأ عمر وأصابت المرأة.

وتالله ما أخطأ عمر، وما أصابت المرأة، وإنما تورع عمر أن يزيد على دليلٍ أتت به المرأةُ من كتاب الله تعالى، وكان مع عمر ألفُ ردٍ عليها، لكنَّ الورع حينما يتمكن من القلب جعل الرجل الكبير يصمت لطفلٍ صغير !!.

فآن لعمر أن يصدح، وآن للمرأة أن تصمت.
فالشباب أصبح يرى الزواج مستحيلا؛ فيجنح للحرام الذي صارت أبوابه على مصراعيها.

وأم الفتاة بمعاونة الوالد الذي عقَّدَ الشّاب، وأحبطه من كثرة الطلبات، وهات، وهات… هو نفسه استدان من أجل ابنته !! وهو على باب السجن الآن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يطلب كثيرًا ليدفع أكثر !! وكان لهما أن يتعاونا، لا أن يتسابقا، ويتناحرا، ويتقاتلا، ليظهر مَنْ أكثرهما دَيّنًا في نهاية الأمر، بل وتعرضًا للسجن.

الغرب الذي نقلده، لا يضع سجادًا على السيراميك ( إلا ماندر) وعلى شكل مشّاية وتوضع في المناسبات، ويَبنِي السرير، والدولاب بالطوب، والرخام داخل الشقق أحيانا !!

والصين الذي يُصدِّر لنا كل شيئ مثل أدوات النيش، يستخدم لنفسه الفخار، وسراير، وسفرة من الجريد المزخرف؛ لأنه صحي، وسعره رمزي، ولا يكلف، ولا يتحطم، ولا يجرح الأطفال!

هم من يصنعون لك السيارة، ويركبون الدراجة !

فكما قال البعض
الغرب يريد الشرقَ مريضًا من أجل أن يبيع له الدواء.
ويريده متقاتلًا من أجل أن يبيع له السلاح.
ويريده تافهًا من أجل أن يبيع له الكماليات، والبناطيل الممزقة على العورات، ويريده جاهلًا، ومتخلفًا ليكون دومًا مستهلكًا، وليس منتجًا.

الغرب أراد والشرق انقاد.

يُحكى
أن الولد قال لوالده (جبت للعروسة كل حاجة وعايزين نيش) !

قال له يا ابن ما عايزنكش ليه ؟! فقال له يا حاج بقول لك عايزين ( نيش ) يحطوا فيه صيني
فجاب الولد النيش، وليلة الدخلة وقع النيش، وتكسر عشرين ألف جنيه ديون على الأرض.
استقيموا يرحمكم الله.

آن لعمر أن يصدحوآن للمرأة أن تصمت.
Comments (0)
Add Comment