كتب د _ عيد على
يخدع المرء خلانه ويخدع زوجته ويخدع أبناءه ويخدع ويخدع ويخدع… وكذلك الفتاة والزوجة والأرملة تخدع وتخدع وتخدع…
كثيرا ما قرأنا وشاهدنا الخدع والحيل على مر العصور ولم نندهش لهذا أو ذاك..
وكما أن هناك خداع محمود كخداع الأعداء في النقيض له يوجد خداع مذموم.
ولن أتطرق فى مقالى هذا عن أي من النوعين فكلنا مررنا بهذين النوعين أو سمعنا أو شاهدنا فليس مجالنا هذا أو ذاك ولكن ما تعجبنا منه وحق لنا أن نعجب هو الخداع الثالث وهو خداع المرء لنفسه نعم عزيزى قد يخدع المرء نفسه ويظل يخدعها ويصدق خدعه حتى تصبح يقينا وسأسرد لكم هذا الموقف علّنا ندرك خطورة هذا النوع من الخداع ولنأخذ مثلا الصدق أو الأمانة وجدت أن الثانية أقرب لتوضيح فكرتي الأمانة يبدأ الإنسان فى خداع نفسه أنه أمين وأنه يكره ويبغض الخيانة ويتغنى بها على مسامعنا ليل نهار وكثيرا ما يدعى أنه لا يحب ولا يصادق ولا يصاحب إلا من يتصف بهذه السجية حتى يصدق نفسه ويقنعها أشد الإقناع أنه محب للأمانة كارة للخيانة ونسى أنه خادع لنفسه فهو ليس أمينا مع نفسه بل خان وأول من خان خان نفسه عندما أوهمها أنه أمين ولو خلا مع نفسه ساعة وتفقد أحواله لعرف أنه خدع نفسه ولكن هيهات له أن يفكر مجرد تفكير أنه خائن هذا النمط من البشر على يقين أنه هو الأمانة نفسه ويعلل لنفسه وله من الحجج ما تئن الجبال عن حمله ومهما حلفت له بكل الإيمان لن يصدق أنه خائن والآن عزيزى قد وصلنا إلى أسئلة مقياس الأمانة لتدرك هل أنت أمين مع نفسك أم خنتها وإن كنت خنتها فحري بك أن تخوننا جميعا فمن خدع نفسه فليس من العسير خداع غيره والآن سل نفسك:
هل أنت أمين مع زوجتك؟
هل أنت أمين مع وضوئك هل تتوضأ كما علمنا الرسول ﷺ ؟ هل أنت أمين فى قيامك وركوعك وسجودك كما علمنا المصطفى؟
هل أنت أمين فى قولك وفعلك؟
هل أنت أمين فى أداء عملك؟
هل أنت أمين فى مراقبة الله لك؟
هل أنت أمين مع الوقت؟ تستخدمه فيما خلقه الله لك؟
هل أنت أمين فى قضاء وقتك مع زوجتك وأولادك أم أن وسائل التواصل الاجتماعى لها النصيب الأكبر؟
هل أنت أمين فى مراجعتك لنفسك وحسابها حساب النفس اللوامة؟
هل أنت أمين فى خصامك لصديقك أو عدوك أم أنك تعادي مجاملة لصديق أو عزيز؟
هل أنت أمين فى سرك وجهرك؟
وهكذا تسأل نفسك وتجيب بصراحة بدون خداع. عندئذ تستطيع أن تحاسب غيرك وتصف غيرك بالخيانة إن كنت أنت أمين مع نفسك.
والحق أقول أن أكثر شخص يدعي أنه لا يحب إلا الصدق ويكررها فاعلم أنه كاذب ماكر .
وإذا اعتاد المرء على تكرار كلمة الأمانة ويطلب منك أن تعطيه وعود فكن على يقين أنه خائن وتجري الخيانة فى عروقه
وخلاصة القول لا تصف غيرك بالكذب أو الخيانة ما دمت أنت أول من خنت خنت نفسك وأول من كذبت كذبت على نفسك
وتذكر قول ” أبو الأسود الدؤلي ”
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَافَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ