نهاد عادل
كم من الحوارات غيرت أفكارا فأقامت حضارات ودولا وهدمت أخرى وكم من حوار انقذ نفوساً من الهلاك وأهلك أخرى وكم من حوار كان سببا فى تغيير عادات أو غرس ثقافات . ولخطورة الحوار فى حياتنا يجب علينا تعلمه جيداً فهو ليس مجرد تبادل الكلمات وتناقل العبارات إنه فن بما تحمله الكلمة من معان فالحوار هو طريقة التواصل الأساسية بين الأشخاص الذين تجمع بينهم أفكار معينة أو مواضيع مشتركة مع مراعاة التمسك بآداب الحوار و الإبتعاد عن التثبث بالرآي و تجاهل أحاديث الآخرين و عدم الإلتفات لآرائهم . و يرتبط الحوار أكثر بفهم وتبادل وجهات النظر حول موضوع معين وهذه الأنماط تختلف بطبيعة الحال عن الجدل والمناظرة.
ومفهوم فن الحوار والتحاور يقوم على إتقان مهارات الحوار وإدارة النقاش ليكون حواراً بناءً ومفيداً كما يرتبط فن الحوار بالعديد من المهارات الشخصية مثل مهارة الإقناع والتأثير ومهارة الاستماع والإنصات ومهارة الرد والمواجهة بدبلوماسية.
فالحوار يقوم علي الأدب و الاحترام فهما من أهم محاور الحوار والتواصل وعلى الرغم أن الاحترام في الحوار يعكس ثقافة الشخص وتربيته ومبادئه الأساسية لكنه أيضاً من المهارات التي يمكن أن يتدرب عليها الفرد ويكتسبها وأحياناً قد يكون المطلوب في الحوار والنقاش هو التعبير عن الاحترام بشكلٍ واضح والتأكيد عليه وطلب الاحترام من الآخرين بأسلوب مناسب وسوف يجد احترام الأخرين له و احتواءه في حوارهم.
فعلينا ان نلتزم بفن الحوار و نبتعد عن العجرفة و الغطرسة الزائفة التي ليس لها تواجد في الحوار خاصة إذا كنا نتحاور مع من أكبر سناً أو مكانة و هذا يدل علي الاحترام و التقدير و حسن التربية.