بقلم – باسنت مدحت
يخيفيني أخبار الموت الفجأة التي انتشرت، ينقبض قلبي، وأحاول ألا ألتفت إلى تلك الأخبار.
لم يحضر هذا الموت إلا لأبي، كان بخير تلك الليلة، استيقظت وأخبروني أنه رحل، لم أبك في لحظتها، حاولت أنا ألتقي بأحدهم، أتساءل عن ما حدث وكيف ذهب دون اللقاء، دون أن أخبره: مع السلامة.
انتظرت في منزلي على الفراش، أحضن وسادتي، أبللها بأدمعي الغريبة، أظنها سقطت فجاة أيضا، لم أكن أفهم لماذا أبكي!، هل لأنني لن أراه مرة أخرى، أم لأنني أصبت بصدمة بأن جزء من جسدي قد بُتر!, حضر الجميع، يربتون علي مرددين: البقاء لله، مرت ساعات، أخبروني أنه قادم إلى المقابر، كنت أظن أنني سأراه مرة أخرى، تخيلت بأنه في كفن لكنني سأرى وجهه كما أعلم. حاولت أن أجري لأرى وجهه، أقبل وجنته، وأخبره: مع السلامة، منعوني، ولم أفعل شيئًا، كنت خاضعة لهم، قالوا أنني سأمرض وسيمرض أحبتي إن اقتربت، ولأنني أحب أحبتي لابد أن أخاف عليهم، ثم أودعوه في مقبرة، قرأوا القرآن ولم أردد شيئاً، لم أفهم ما قيل ولم أعرف كيف تكون صلاة الجنازة، كنت أقلدهم كطفلة ساذجة.
ذهب الجميع، بقيت تلك الليلة أتصفح الانترنت أبحث عن الموت الفجأة، ولماذا يحدث هذا!.
مرت ثلاث سنوات على الرحيل، ولم أصدق ما حدث بعد، وأبقى أسأل عنه في المنام كأنه مسافر.