بقلم _سالي جابر
أراقبك من بعيد، ويبقى عالقٌ في ذهني سؤال: لماذا تحبين العزلة؟
– لأنها لا تؤذيني.
= ماذا تفعلين في عزلتك؟
– كل ما يسعدني.
= وما يسعدك.
– وحدتي.
= ماذا تعني لكِ العزلة؟
– السعادة.
= لماذا دائمًا إجابتك مقتضبة؟
– لأني أحب العزلة.
عندما رحل عنها نزلت إلى الفضاء من حولها، طار عقلها فرحًا بالهدوء وسكون الشمس في قلب السماء، اقتراب لونها من البرتقالي، كونها تسبح في مياه البحر تودعه، وتنثر أشعتها على أمواجه فيكون لؤلؤًا منثورًا، تحيي الجميع بابتسامة خافتة، ملفوفة بقبلات خجل.
وقالت في نفسها: لم يتطفل الجميع بالسؤال، لماذا لا يتركون لنا مجالًا لنتحرك داخل أنفسنا، لنبحث عن مهرب من الألم الذي يستجدي السعادة؟
لماذا يضعون أنفهم داخل حياتنا، أليس لها وظيفة واحدة؟
اليوم هو الحلم الطائر الذي وددت لو تلتقفه يدايا، وتحتضنه بكلمات الأمل، أريد أن أخرج عن ذاتي، أستشعر العراء النفسي، أتنفس مكنوناتي الداخلية و….
ظهر أمامها فجأة من ينثر البهجة بالونات ملونة، مثيرة البهجة حقًا لكنني لست طفلة، نظرت إليه مبتسمة وقالت: شكرًا، رحل من أمامها، لتعود للنقطة التي رحل عنها فكرها مذ اقتحم عقلها صانع البهجة، وبعد دقائق بدأت تبتسم للبحر، ويقترب عقلها من أمواجه، لعل تراكم الأمواج يحطم صخر فكرها، لكن ظهر الفتى المسلي بعربة تحمل المسليات ( لب، سوداني،…) وضعت سماعات هاتفها في أذنها وابتسمت له، رفعت من صوتها كي لا تسمع من حولها، اقتربت من البحر أكثر، حطمت قيود فكرها، اقتحمت زنزانة روحها لتفكر، لتخرج عن دائرة الخوف، لكن جاء من يحمل صفارة في يده ويقول:” أزف الرحيل…”
حملت فكرها وقلبها ورحلت، وفي عقلها سؤال: لم يتطفل علينا الآخرون، وهم لا يحملون عنا همًا، ولا تطأ أرجلهم عن خوفًا؟
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية