قصيدة (رَوْضُ الْمَدِيحْ)

شعر د/محمد السيد عضو اتحاد كتاب مصر

رَوْضٌ تَوَضَّأ بِالسَّنَـا فَأبَاحَـاْ

جُـلَّ الْمَعَانِي صِدْقَهَـا وَمِزَاحَـاْ

لَمَّــا تَجَلَّى لِلْمَعَـانِي نـُـورُهُ

وَطئَ الْخَنَـاْ ذَا مَــاحِيـاً وَأزَاحَـــاْ

يَاْ عَاشِقَا ً رَوْضَ الْمَدِيحِ تَبَرُّكَاً

اِسْمَعْ مَدِيحِي أَمْهِلِ الْمَدَّاحَـاْ

يَــاْ عَاشِقَا ً أَحْكِيْ نَبِيّاً لِلْهُدَىْ

لَيْـلاً أُرَنّمُ مَدْحَـهُ وَ صَبَــاحَــاْ

سَبَـقَ الْبَرِيَّة َ كُلَّهَاْ بِشَمَـاْئِل ٍ

فـُضْـلَى وَأَصْبَـحَ ذِكْـرُهُ مِفْتَاحَــاْ

اِسْـمٌ وَنَسْلٌ طَيّـبٌ سِلسَاْلـُــهُ

يَــاْ رَوْحَ مِسْـكٍ قـَدْ غَــدَاْ فـَوّاْحَــاْ

هَذَاْ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَىْ قَدْ فـُضّلَتْ

أَنْـوَاْرُهُ عَـمَّــتْ كَنَجْـم ٍ َلاْحَــاْ

نـُورُ الْهُدَىْ قَدْ عَمّنَاْ بِضِيَـائِهِ

وَهَدَىْ الّذِيْ فِيهِ الظَّلاْمُ اجْـتـاْحَاْ

وَجْه ٌ مُضِيءٌ بِالسّعَاْدَةِ عَاْمِرٌ

نـُورٌ عَظِيْمٌ أَخْجَلَ الْمِصْبَاْحَاْ

قـَدْ أَيْنَعَتْ كُلُّ الزُّهُورِ بِنـُورِهِ

سُبْحَانَ مَنْ أَضْفَى لَـهُ الإصْبَاحَـاْ

قـَدْ غَرَّدَتْ كُلُّ الطُّيُورِ حَفَاوَة ً

قـُمْـرِيُّ أضْـحَى بُـلْـبُلاً صَـدَّاحَـاْ

وَتَرَنَّحَتْ كُلُّ النَّخِيلِ نَضَـارَة ً

وَالأقـْحُـوَانُ زَكَـاْ النَّسِيمِ أَرَاحَـاْ

قـَدْ سَبَّحَ الْحَجَرُ الأّصَمّ ُ بِكَفِّهِ

سُبْحَاْنَ رَبّيْ جَاْعِلِيْ سَبّاْحَاْ

وَالْجِذْعُ أَنَّ فـُرَاقـَهُ مُتَأَلّمـا ً

حَتّى الْجَمَاْدُ غـَدَاْ قـَلَى الأَفـْـرَاْحَاْ

مَنْ ذَاْ الّذِيْ فِيْ الطّبِّ فَاْقَ أَدَاْءَهُ؟

دَاْوَىْ الْعَلِيْـلَ بِرَوْعَةٍ وَضّاْحَاْ

وَالْجِسْمُ قَدْ عُرِفـَتْ لَنَـاْ أَسْرَاْرُهُ

فَاْقَتْ طَبِيبَاً كَــاْنَ أَوْ جَـرّاْحَــاْ

وَقَفَ الطّبيبُ لِذَا الْكَـلامِ مُحَيَّراً

مَنْ ذَا الّذِيْ مَهْمَاْ غَدَاْ أَوْ رَاْحَـاْ؟

يَدْرِيْ بِذَاكَ سِوَىْ الّذِيْ هُوَ دَاْرِسٌ

يَـاْ هَاْدِيـاً رُوْحَاً تَلِيْ أَرْوَاْحَاْ

سَلْ كُلَّ مَنْ رُزِقـُوا بِفَضْل ٍ صُحْبَة ً

زَيْدَاً فـَسَل ْ بَلْ سَلْ إذاً دَحْدَاحَاْ

يُنْبئِـْكَ عَـنْ كَـمِّ النَّعِيـــمِ لِذَاتِــه ِ

يَــاْ أَنْعُمَـا ً صَــارَتْ لَــهُ وَمِدَاحَــاْ!!

هَذَا الْحَبِيبُ حَبِيبُ رَبّي طَاْلَمَـا

حَضَنَتْ بِعِشْق ٍ ذِي الْفَلا السَيّاْحَاْ

بِالشّعْرِ هَاْ أناْ مَاْدِحٌ هَذِيْ بُحُو

رُ الشّعْرِ قـَدْ شَهِدَتْ لَهَـا سَبَّاحَاْ

أَسْرِي بُحُورَاً بِالْمَدِيح ِ وَبَاْلِغاً

شَطَّ القَوَاْفِـي جِئْـتُ كَيْ أرْتَاْحَـاْ

فـَلْأَنْعَمَــنّ بِـرِفـْقـَــةٍ ِلنَبِيّنَاْ

كُــلُّ الـْوُجُوْدِ بِنُبْلِــهِ قـَـدْ بَـاْحَـاْ

وَلأسْأَلَنّ اللهَ عَفـْوَاً دَائِمـاً

رَبِّـي يُكَافِئُ عَبْـــدَهُ الْمِـلْحَاْحَـــاْ

وَلأمْـحُوَنَّ بِكُلِّ مَـدْح ٍ عِلَـة ً

وَأطَيِّبَنَّ بـِذَا الْمَدِيـح ِ جِرَاحَـــاْ

وَلأنْثـْرَنَّ الْمَدْحَ فِي غَسَقِ الدُّجَى

فَأنِيرُ مِنْ ذِكْرِ الْحَبِيبِ بَرَاحَاْ

وَلأطْعِمَنّ النُّورَ مَدْحَاً عِنْدَمَــاْ

يَحْتَاجُ مِنْ شَرَكِ الظَّلام ِفـَلاحَـاْ

رَوْضٌ تَيَمّـَمَ نُورَهُ فَأَرَاحَـاْ

ضَـوْءَ الْمَكَارِمِ غـُدْوَة ً وَرَوَاحَــاْ

صَلُّوا عَلَى مَنْ زَانَ مَدْحَا ً ذِكْرُهُ

شُكْرَاً وَعَفْوَاً وَاْعـْذُرُوا المَدّاْحَاْ

قصيدة (رَوْضُ الْمَدِيحْ)
Comments (0)
Add Comment