غَايَتِي وَصْلٌ

بقلم – م. أحمد والي

عُيُونُ الَّليْلِ تَنْظُرُ لِي
وَطَيْفُكِ قَادِمٌ قِبَلِي

تسَنَّى لِي مُبَاغَتَةً
أَتَى البَيْدَاءَ فِي شُغُلِي

تَدَلَّى فِي عَبَاءَتِهِ
عَبَاءَتُهُ بِهِ تُدْلِي

وأَوْغَلَ سَاهِمًا مِنِّي
هَوًى يَزْدَانُ بِالْحُلَلِِ

عَلَى عَجَلٍ دَنَا مِنِّي
لِيُدْنِينِي عَلَى عَجَلِ

أَحُثُّ خُطَايَ هَرْوَلَةً
وَمَسْعَايَ بِلَا كَلَلِ

وَنَافِذَةٌ تُطِلُّ مُنًى
فَيَحْدُونِي لَهَا أَمَلِي

تَمَلُّ الرُّوحُ وِحْدَتَهَا
وَثَوْبُ الَّليْلِ مُنْسَدِلِ

تُدَغْدِغُ قَسْوَةَ الدَّمْعَاتِ
إِنْ هَاءَتْ بِهَا مُقَلِي

عَبَرْتُ الضَّفَّةَ الأُخْرَى
فَيَرْكُضُ صَاهِلًا خَيْلِي

يُمَوْسِقُ رَنَّةَ الخُلْخَالِ
يَسْكَرُ رَاقِصًا كُلِّي

فَأَرْسُمُ خَدَّهَا الغَمَّازَ
شَابَهَ ظِلُّهُ أَصْلِي

سَكَارَى نَحْنُ عُشَّاقٌ
وَنَارُ الشَّوْقِ بِي تَغْلِي

عَلَى جَمْرٍ مِنَ الرَّغَبَاتِ
زَادَ لَهِيبُهاَ شُعَلِي

أَوَانُ التِّيهِ مَوْعِدُنَا
فَوَيْلَ القَلْبِ يَا وَيْلِي

حِبَالُ القُرْبِ تَجْمَعُنَا
نَسِيجًا غَيْرَ مُنْفَصِلِ

مُرُوجِيَ أَزْهَرَتْ وَلَهًا
وَحَصْدُ رُبَايَ مِنْ عَسَلِ

مَلِيحُ القَدِّ كَهْرَبَنِي
وَسَوّانِي عَلَى مَهَلِ

تُدَوِّخُنِي بِبُرْقُعِهَا
بِسَهْم ٍراَهِمٍ كَحِلِ

وَأَسْأَلُهَا تُبَلْسِمُنِي
بِلَمْسِ الْخَدِّ وَالْقُبُلِ

رُؤَاهَا أَرْعَدَ الإِحْسَاسَ
زَلْزَلَ هَدْأَةَ الْجَبَلِ

ذُهُولُ الصَّمْتِ أَرْبَكَنِي
وَشَدَّ الحَرْفَ فِي جُمَلِي

وَنَادَى يَا رَفِيفَ الحُسْنِ
مَهْلًا أَحْسِنِي قَتْلِي

فَغَايَةُ حُبُّنَا وَصْلٌ
وَحَسْبُ مُنَايَ أَنْ تَصِلِي

من ديوان
للعاشقين طقوسهم

غَايَتِي وَصْلٌ
Comments (0)
Add Comment