الخوف من الله

 

كتب د _ عيد علي

لانت القلوب وخشعت واقشعرت الأبدان بذكر يوم الحساب عصيناه جهرا وسرا ولم نستح وسترنا . ولم نرتجع وتمادينا في معاصينا وأمهلنا مرارا وتكرارا فنعم الإله رحمة ومغفرة. ومع قرب دخول شهر الرحمة أما آن للقلوب أن تخشع لله . آن يا رب .

فإنَّ الخوف من الله عزَّ وجلَّ من أعظم منازل الدِّين، وأعلى شُعَب الإيمان، وهو رائدُ المسلمِ إلى إخلاص العمل لله، وإلى مراقبته في جميع الشؤون، وإلى ترك الذنوب. والخوف من الله هو: استشعار عظمته تعالى، وأنه يعلمُ سرَّ العبد وجَهْرِه.

“الخوف من الله هو الحاجز الصُلْب أمام دَفَعَات الهوى العنيفة، وقلَّ أن يثبَتَ غيرُ هذا الحاجز أمام دَفَعَات الهوى”. ولذلك؛ فإنَّ تركَ الذُّنوب خوفاً من الله تعالى أو من عقابِه أو مَكْرِه أو خوفاً من شُؤْمِ المعصية

فصاحبُ الخوْف: يلتجئ إلى الهرب والإمساك؛ فمن علم أنَّ الحَفَظَة الكاتبين يراقبون أعماله، وأنَّه حيثما حلَّ مُتَابَعٌ، وأنَّ طريق الهروب من الله مسدودٌ، ولا حيلة له إلا الاستسلام والانقياد والإقبال على طاعة الله، والاستفادة من المهلة الممنوحة له؛ إذ لا يدري متى يتخطَّفه الموتُ، ويصير إلى ما قدَّم – فلا يحتقر المعاصي؛ لأنهم لا يأمنون مَكْرَ الله تعالى

وتذكرنا قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ . َالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} .
وقال إبراهيم بن سفيان: “إذا سَكَنَ الخوفُ القلوبَ أحرقَ مواضعَ الشَّهوات منها، وطردَ الدُّنيا عنها”. وقال ذو النُّون: “النَّاسُ على الطَّريق؛ ما لم يَزُلْ عنهم الخوفُ، فإذا زال عنهم الخوفُ؛ ضلُّوا عن الطَّريق”. وقال أبو عثمان: “صدقُ الخوفِ هو الوَرَعُ عن الآثام، ظاهراً وباطناً”. وسمعتُ شيخَ الإسلام ابن تيمية – قدَّس الله رُوحَه” يقول: “الخوفُ المحمودُ: ما حَجَزَكَ عن محارم الله” . أما الخوف المحض من بطش الجبار سبحانه، لا إجلالاً لله تعالى، ولا حياءً منه سبحانه، فلا يصحبه ترك المعصية، كخوف إبليس الذي لم يخف إلا لما رأى ما أمد الله به أولياء من الملائكة، ثم لم يدفعه ذلك الخوف إلى الكف. وهذا بخلاف خوف المؤمن الذي يحمله على ترك الذنب لقبحه، ولخوفه من عقاب الله ومكره، ورجاءً لما أعده لعباده المؤمنين .
فنسأل الله توبة خالصة لوجهه الكريم وأن يثبتنا على الطاعة ويغفر لنا قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه ندم ولا توبة أهلا رمضان شهر التوبة والإحسان شهر المغفرة والرجعان.

انا العبد الذي أغلق الأبواب مجتهدا على المعاصى وعين الله تنظرنى

تمر ساعات أيامى بلانـــــــــــدم ولابــكــاء ولاخــــــوف ولاحــــــــــــــزن

ولى بقايا من ذنوب لست أعلمها الله يعلمها فى الســــــــــر والعــلــــــن

وأنا الذى أغلق الأبواب مجتهدا على المعاصى وعين الله تنظرنى .

مــا أحلم الله عنى حيث أمهلنى وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى .

وكأننى بين الأهل منطرحا على الفراش وأيديهم تقلبنى .

وقد أتوا بطبيب كى يعالجنى ولم أرى الطبيب اليوم ينفعنى .

وأشتد نزعى وصار الموت يجدبها من عرق بلارفقا ولاهون.

وكأننى وحولى من ينوح ومن يبكى على وينعانى ويندوبني.

وقام من كان أحب الناس فى عجل نحو المغسل يأتنى يغسلنى.

فجأنى رجلا منهم فجردنى من الثياب وأعرنى وأفردنى .

وصب الماء من فوقى وأوضعونى على الألواح منطرحا وصار فوقى خرير الماء ينظفنى…..

وأثكب الماء من فوقى وغسلنى غسلا ثلاثا وناد القوم بالكفن.

وحملونى على الأكتاف أربعة من الرجال وخلفى من يشيعنى .

وقدمونى إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى .

صلوا على صلاة لاركوع لها ولاسجود لعل الله يرحمنى.

وأخرجونى من الدنيا ويا أسفا على رحيل بلا زاد يبلغنى .

وأنزلونى إلى قبري على مهل وقدموا واحدا منهم يلحدنى.

فكشف الثوب عن وجهى لينظرنى فأثكب الدمع من عينيه أغرقنى .

وقال هــلـــــــــواعليه التــــــــــراب وانـــــــــــصــــــــرفـــــــوا.

وقال هلوا عيله التراب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن دى المنن.

ومنكرا ونكير ما أقول لهما!! قد هألنى أمرهما جدا فأفزعنى.

فأقعدانى وجدا فى مسألتى مالى سواك الهى من يخلصنى.

وتقاسم الأهل مالى بعد مانصرفوا وصار وزرى على ظهرى فأثقلنى.

فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلى فعلها فى الأهل والوطن.

يانفس كفى عن العصيان!! واكتسبى فعلا جميلا لعل الله يرحمنى.

يانفس ويحك توبى واعملى حسنا عسى تجزين بعد الموت بالحسن.

وامنن على بعفو منك يا أملى فأنك أنت الرحمن ذو المنن.

الخوف من الله
Comments (0)
Add Comment