بقلم/ سالي جابر
أخاف البوح أكثر من الصمت، البوح يقتل، يذيب الجليد الذي كونته الأيام الصِعاب وصار منيعًا وسدًا، حصنًا حصينًا.
البوح كلمات وإشارات إن أطلق القلب صراخها ردت إليه حفنة من الخيبات، آلالام مرجعها أنت، حينها فقط تشعر أنك في منتصف الطريق لا يمكنك الاقتراب ولا تستطيع الابتعاد، أنت كائن يختبيء بين صخور حبك، التي تتهدم فوق رأسك، وتصير أنت تحت الانقاض، ما سبب مجيئك، من أنت؟!
لا إجابة…كل الكلمات التي نطقها لسانك، هدمت قلاعك فوق رأسك، جعلتك تتعرى أمام نفسك، وأمام من تلقى تلك الكلمات.
في جلسة سرية مع الذات، أغمضت عيني وبدأت أهمم بكلمات، وأغني مع دقات قلب خائف، أصبح اللحن ناب حزين، أوتار العود التي تقطعت من فرط الشوق، طبول دقت مع نبضات قلبي من شدة الألم؛ تراخت قدماي وخارت قواي، واحتضنت الأرض، وبعد ستين دقيقة فتحت عيناي …لاشيء تغير، لا صراخ، لا نبضات، وقفت الطبول، وتوقف الناي الحزين، وبدأت من جديد.
أنا أحبك قدر كل كلمات العشق التي قد يسمعها قلبك، أحبك حد ارتفاع السماء، ولمعان نجومها، والقمر المضيء…
الأيام خوالي، والهواء بارد، لكنك بقلبي رغم المسافة التي بيننا، رغم أني لا أعلم عنك شيئًا، أتلفت يمينًا ويسارًا، لأبحث عنك، عن بسمتك وحوارك الهادىء، حتى الكلمات التي كرهتها منك… أجدني أستعيدها الآن.
ذات يوم قررت الاعتراف بحبك وآلامك التي سببها قلبك لي، لم أجدك، لكني وجدت ذاتي على كرسي الاعتراف، اعترفت بالحب والوله والغرام، أريدك، أريد الرحيل معك إلى عالمك، العالم الهاديء، أريد أن يحاوطني التراب، ربما نتقابل وأعترف لك.
البوح الذي أخافني…هو بوحي أمام قبرك، تخيلت أن أقولها لك وأنت هنا بجانبي، نتقاسم الضحكات، نرسم بأصابعنا على شاطيء الأمل، نكتب حروف أسمائنا على أشجار الحب…لكنك رحلت وتركت قلبي وحيدًا.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية