بقلم/ راندا صادق ضيف
كطفل لم يبلغ من الكبر شيئا، لن تحكم على الأمور سوى بنظرتك أنت ببصيرتك أنت..
ستخدعك اللحى البيضاء ولقب الحاج ولن تصدق حكايات الغدر والخيانة، وستتهم حاكيها بالمبالغة والظلم ..
ستأخذك الدمية من جدية الحياة وفواجع الأقدار، فأنت من ظن أن الموت رحلة للسماء وإن افتقدت وجودهم تحدثت للنجوم علها ترسل إليهم التحية ..
ستنظر للطائرات وكأن مغتربك فيها والأمر ليس كذلك .ستغضب أن سقطت منك الحلوى واتسخت فى التراب وقد يطيل بك الحزن على ضياعها وهذا بالنسبة لك المعنى الحقيقي للفقد .
ليت الأمر كذلك فالفقد أشد وأعظم . سيأتي الليل وتخلد للفراش ومعك أحلامك المؤجلة .. هي في حقيقة الأمر أبسط مما تتخيل وتحقيقها أمر هين .. فأحلامك هي بسهولة الزفير ونعومة الأظافر ..
ستتمطى فى كل صباح وتنتظر أن تأخذ منك الشمس أسنانك اللبنة وتتعلم الانتظار بوصول الجدد، ولكنك لن تكترث فهناك أمور أهم .. قد تكون موهوبًا بالرسم أو بالغناء أو بأشياء أخرى وقد تفقد الشغف .
وهنا تبدأ الحياة ودروسها .ستصدق الحكاوي، ستدمع للرحيل، ستحب وتعشق وتفارق ستمتلئ جعبة الذكريات وستمضي بالعمر حتى تبلغ من العمر مبلغا ..
فى الرحلة .. ستتعلم الكثير، فمثلما تتذوق مرارة الصبر ستنعم بجمال الرضا وسكينة القلب عند التسليم ،، شيئا فشيئا يرجع الطفل من جديد فى قلب العجوز ولكن بلا دمية ولا حلوى متسخة، والشمس لن تأتى إليك بأسنان لبنة !