إلى نبض روحي

بقلم/سالي جابر

حبيبتي ونبض روحي وقلبي القاطن في مكان بعيد، أهدي إليكِ سلامي وحبي وقبلاتي، أكتب إليكِ اليوم وأريدك أن تقرأين رسالتي بقلبك وروحك لا بشفاهي أنا، أعلم أنكِ تحبين قراءتي لكِ، لكن اليوم تحديدًا، وتلك الرسالة خاصة هي سرٌ لكِ، سأعترف أنني دونك لا أساوي شيئًا، لا يمكنني العيش دون قلب أدرك بعاطفته القوية آلامي التي لا يمحيها إلا حضنك، أعترف أنني عنكِ أغيب، وينهكني العمل لكنك تقطنين في قلبي، تتربعين على عرش روحي، ملكة متوجة.
حبيبتي، نهر الحب العذب الفائض بالأمان، أريد أن أكتب لكن كلمات الحب جميعها تخجل من قلبك الدافيء، أيام يا أمي وأنا أحمل قلمي لأكتب إليكِ، لكني لا أجد كلمات راقية توفيكِ حبي، لا أظن أن كلمة أحبك كافية، لكن تقبليها مني فهي من تباريح شوقي.
عزيزتي الغالية، تذكري معي أيام عهدي الأولى، وضفيرتي القصيرة، وملابس مدرستي، وحقيبتي الكبيرة، كتبي ومتاعي، آلام روحي التي تبكينها، يداكِ الحنونة التي تربت على كتفي، شعاع الأمل الذي يضيء متاهات قلبي، عمري الضائع في البحث، وروشتك القلبية الخالصة.
عزيزتي، وغاليتي أهدي إليكِ قلب لا يمكنه البوح إلا لكِ، البكاء إلا بين راحتيكِ، أنتِ بئر أسراري، ومخبأ أحلامي، أنتِ الحصن الحصين، قلعة الأمنيات المحكومة بالأسوار العالية بأسلحة خالدة باقية مدى الدهر .
اليوم يا أمي أعترف لكِ بأنني لا أستطيع شراء ملابسي دون رأيك وحكمتك، خدعتني الدنيا، وخدعتني حريتي بأنه يمكنني البقاء وحدي، أنتِ تملكين الروح، تعالجين أنينها، يداكِ الدافئة تُحيي عيون أماتها صقيع الخوف، وبرودة الاغتراب.
أغترب عنكِ فتكونين لي وطن رغم البعاد، أتوه في جنباتكِ فتصيرين لي منارة ترشد القلب الشريد.
أمي لا تتركين يدي، أقبضي عليها بشدة، لا يغرنكِ أنني كبيرة، ضعيفة أنا في بعدي عنكِ.
حبيبتي سلامٌ على قلبك الحاني، كل يوم وأنتِ لي وطن.

إلى نبض روحي
Comments (0)
Add Comment