ترجمة د. محمد فؤاد منصور
أخيراً قرر أن يكتب لها رسالة ، لقد بدأت في الأيام الأخيرة تعلن بلاخجل عن كراهيتها له وانصرافها عنه وعدم رغبتها في معاشرته ، سيطلقها، أجل سيطلقها وسيرحل عن البلدة التي شهدت ارتباطهما منذ تزوجها قبل سبع سنوات ..
كيف يبدأ ؟ هل يقول زوجتي العزيزة ؟!
ياله من نفاق رخيص، هذه الكلمات الفارغة من المعنى .. فليكتب زوجتي .. هكذا دون إضافات فهذا هو شكل العلاقة الرسمية التي تجمعهما حتى الآن على الأقل ..
ثم .. ليكن حاسماً دون لف أو دوران ، لقد قررت أن أطلقك وأغادر المدينة نهائياً وسأنتقل لأعيش في بلد آخر ، بعد هذه المفاجأة الصارمة لابد من بعض التبريرات التي تهيئها لتلقي المفاجأة الأكبر .
“تعلمين أننا تزوجنا منذ سبع سنوات كنت خلالها زوجاً رائعاً لم يقصر في واجباته أبداً ولكنني لاحظت بعض التغيرات التي بدأت تطرأ على علاقتنا ، لقد اتصل بي رئيسك في العمل ليخبرني أنك قررت اليوم ترك العمل نهائياً ، كانت هذه المفاجأة بالنسبة لي هي القشة التي قصمت ظهر البعير فميزانيتنا لاتتحمل أن تتخلي عن عملك ومساهمتك في مصاريف البيت ..
لقد لفت هذا التصرف من جانبك نظري لبعض تصرفاتك في الأيام الأخيرة ، ففي الأسبوع الماضي عدت إلى البيت وكنت أنتظر تعليقك على طريقة حلاقة شعري الجديدة التي أردت أن أفاجئك بها لكنك نظرت ناحيتي وكأنك لاترين شيئاً ومتعمدة تجاهل هذا التغيير الملحوظ في شكلي العام ، كنت ساعتها أقف متعللاً بحرارة الجو ولكنك لم تنتبهي كذلك إلى الطاقم الحريري الجديد من ملابسي الداخلية وعليها الماركة العالمية الشهيرة ومرة أخرى لاحظت نظرتك وأنت تصرفين وجهك بعيداً دون اهتمام بل ربما باشمئزاز هذه المرة .
كنت قد هيأت المائدة وطبخت بنفسي وجبتك المفضلة من شرائح اللحم الدهني المفضل لديك مع النبيذ الفاخر ، طامعاً في سهرة تجمعنا معاً ، لكنك أنهيت وجبتك في أقل من دقيقتين وأنت تتابعين على التليفزيون برنامجك المفضل ثم أبديت رغبتك الشديدة في الذهاب إلى النوم وغادرت على الفور دون كلمة ثناء واحدة ولاحتى من باب المجاملة ممايجب أن يكون بين زوجين متحابين .
إن هذا السلوك ليس له معنى عندي غير أحد أمرين لاثالث لهما ، فإما أنك تورطت في خيانتي أو أنك قد توقفت نهائياً عن الشعور بي كزوج .
أياً ماكان الأمر فأنا سأرحل الآن نهائياً عن المدينة وبلارجعة .
التوقيع : زوجك السابق
ملحوظة هامة : لاتحاولي البحث عني ولاعن شقيقتك كارلا فقد قررنا أن نرحل معاً لنتزوج ونعيش في ولاية أخرى ..
بعد أيام تلقى هذه الرسالة :
زوجي السابق
قد استلمت رسالتك التي أشعرتني بارتياح شديد بعد قراءتها ، بعض ماجاء فيها كان صحيحاً فأنا بالفعل لم أعلق على طريقة قص شعرك الجديدة التي أظهرتك كالفتاة فقد ربتني أمي على أنني يجب أن أسكت إذا لم يكن لدي شيئاً جيداً لأقوله ،
كما أنني بالفعل انصرفت بعد العشاء مباشرة من ناحية لأنني لم أعد قادرة على سماع الشكوى والأنين طول الوقت بعد يوم شاق من العمل وثانياً لأنك على مايبدو قد فاتك أنني توقفت منذ سبع سنوات أي منذ زواجنا عن أكل هذا النوع من اللحوم الذي أعددته وهو بالمناسبة مايزال المفضل لدى شقيقتي.
ثق أنه لاشئ يحدث بلاسبب ، فتجاهلي لملابسك الحريرية الجديدة لم يكن يعني أنني لم ألاحظها ، على العكس لقد لاحظت حتى التيكيت الذي يحمل السعر والذي فاتك أن تنزعه من عليها بل لاحظت السعر المدون وهو خمسين دولاراً وتعجبت ، فهل كان من قبيل الصدفة أن تقترض مني كارلا خمسين دولاراً في صباح نفس ذلك اليوم !!
ورغم ذلك فقد كنت حتى تلك اللحظة أحبك وأتصور أنه بإمكاننا أن نتجاوز كل شئ وأن نستمر معاً ودليل ذلك أنني قررت ترك عملي نهائياً صباح ذلك اليوم حين علمت بأنني ربحت جائزة ورقة اليانصيب وقدرها عشرة ملايين دولار واشتريت تذكرتين لنقضي معاً عطلة سعيدة في جامايكا بهذه المناسبة وحين جئت لأفاجئك بها وجدت أنك قد غادرت إلى غير رجعة كماقلت في رسالتك .
على كل حال أرجو أن يحالفك النجاح في الطريق الذي اخترته لنفسك وشكراً على رسالتك لأن المحامي قد أخبرني أن هذه الرسالة ستضمن بلاشك ألا تحصل من ثروتي على سنت واحد ، أتمنى لك حظاً سعيداً .
التوقيع : زوجتك السابقة
ملحوظة هامة :
لا أذكر إن كنت قد أخبرتك من قبل أن شقيقتي كارلا كان اسمها كارل قبل أن تتحول إلى امرأة .. أرجو ألايسبب ذلك مشكلة بينكما وأن تتقبل هذا الأمر بصدر رحب.