التغير

د _ عيد علي
التغير سنة كونية وأمر مسلم به منها ما هو قدري ومنها ما هو بفعل المرء لا ننكره ولا نغفل عنه
وللتغير أسباب عدة حسب طبيعة الموقف وحسب مشارب كل شخص دعونا نتناول في مقالنا هذا نمطا واحدا من أنماط التغير وهو تغير السلوك تعالوا بنا نفند هذا المشهد لنقرب الصورة ونقترب منها أكثر هذه القصة وليدة اللحظة ولا تعني شخصا بعينه ولكنها لتوصيل الفكرة.
حسام وحازم شخصان تعارفا علي بعضهما البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي حسام شخص مسالم يميل إلى التسامح ويكره العنف ينأى بنفسه عن أي صراعات.
حازم شخص ذو شخصية حازمة جُبل عليها ترعرع ونشأ في مدرسة الحياة حادا أحيانا ومرنا أحيانا أخرى.
حسام تعرض للعديد من المواقف القاسية من خيانة البعض ومن تكليفه بما فوق طاقته
حازم يعرف طريقه وهدفه خانه من خان وهدده من هدد
حسام مع قلة خبرته بالأنماط المختلفة من البشر غير من سلوكه ليتماشى مع من حوله
حازم لم يتغير فخبرته وتجاربه السابقة أكسبته مهارة التعامل
حسام تطبع بطباع من عاشرهم فأصبح واحدا منهم
حازم واجه بما لديه من ثقافة التعامل
حسام خسر نفسه وأصبح نسخا من قرناء السوء
حازم استمر في طريقه لتحقيق هدفه
حسام تنازل عن هدفه وأصبح جزءا من أهداف غيره.

نستنتج من القصة السابقة أن ليس كل تغير مفيد فهناك تغير يصعب معه أن تجد نفسك مرة أخرى مثل تغير حسام الذي تنازل عن سلاح التسامح فظن أن التسامح ضعف ولم يدرك أن التسامح لا يستطيع عليه إلا الأقوياء فالقوي فقط هو من بيده التسامح والصفح والضعيف لا يملك التسامح فمن يملك التسامح يملك القوة
حازم لم يتغير لأنه حازم في تصرفاته من البداية يتعامل مع كل نمط بما هو أهل له يعرف من اللين متي يكون لينا ويعرف من القسوة متي يكون قاسيا فهو حليم في موضع الحلم وشديدا في موضع الشدة.
والحق أقول لكم أن التغير سنة كونية لذا يجب أن نسلم بأن هناك تغير محمود في السلوك شريطة أن يكون التغير مدروس ومحسوبة نتائجه وأن يكون متدرج فالتغير المفاجئ نقمة وليس نعمة

التغير
Comments (0)
Add Comment