كتب_فرج العادلي
بُعِثَ رسولُ الله _صلى الله عليه وسلم_ والعالمُ يموج بالعنصرية البغيضة.
فكان الفرس يعتبرون العرب أنعامًا حتى قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل.
أي لا تلتفتوا لهم وافعلوا بهم ما يحلوا لكم …
وكان العربُ يعتبرون الفرس والروم لقُطاء لا أصل لهم و لا فصل، فهم عديمو الحسب والنسب …
وجاء بنوا إسرائيل فأعلنوا للعالم كله أنهم شعبُ الله المختار، وما دوننا من بني جنسنا عبيد لنا.
كان الغربُ يسمي أهل إفرقيا قرودًا! وأهل إفرقيا يسمون أهل أوروبا خنازيرا… وهكذا وهكذا…
فلما بُعثَ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أوحى إليه ربهُ جلَّ في علاه _ وهو خالق الخلق، ومكون الكون، وهو أعلم بخلقه قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ الحجرات
وهذا دستور بل حكمٌ قاطعٌ لا يكون بعده نقاش مطلقًا بالنسبة لكل مؤمن بكتاب الله تعالى وسنة رسوله _ صلى الله وسلم_ إذ ليس هناك بعد كلام الله تعالى وكلام رسوله كلام إلا من لم يؤمن بالله وكتابه، ورسوله. عياذا بالله
ثم أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مُدوية في قلب مجتمعٍ يعج بالكبر والمفر والفخر قائلا:{ لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ- : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ}
فالذي لا ينطق عن الهوى أخبر أنه لا فرق بين الناس جميعًا، فكلهم سواسية كأسنان المشط، وإن الناس جميعًا من آدم وليس هناك سوى آدم واحد لكل الدنيا، وآدم من «تراب»
فكيف يفتخر الإخوة على بعض، أو كيف ينتقص بعض الإخوة من بعض؟!
هل يكون بعض التراب أشرف من بعض؟!
أخي إن التراب لا يختلف عن غيره فكله من خلق الله تعالى.
إنما التفضيل لا يكون إلا من عند الله تعالى
التطبيق النبوي العملي
وهو تطبيق عجيب من أشرف الخلق
فكان أول من طبق ذلك على نفسه.
١_ فزوج ابنة عمته زينب القرشية من زيد بن حارثة المولى._رضي الله تعالى عنهما_
بل إن زيدًا هو الوحيد من مسلمي الأرض الذي ذكر اللهُ تعالى اسمَه صراحة في القرآن الكريم.
٢_ زاد رسولُ الله_صلى الله عليه وسلم_ الأمر نورًا وكمالًا وجلالًا وجمالًا فأعلن أن سلمان الفارسي من أهل بيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
٣_ إن الرجل الوحيد الذي ارتقى ظهر الكعبة ليرفع الآذان هو بلال الحبشي، رضي الله عنهم جميعا.
هذا هو الإسلام الصحيح الصريح فإن قلتم أين تطبيقه بينكم كمسلمين؟ أقول: لهذا جعل الله تعالى طائعًا وعاصيًا، مؤمنًا وفاسقًا، مطبقًا لشرع الله تعالى ورافضًا، متواضعًا لكلام الله ومتكبرًا، باختصار جعل الله تعالى لذلك جنةً ونارًا.
أما الإسلام فمن العنصرية براء.
هذا واللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا وحبيبك خير الخلق كلهم.