سلسلة مقالات إرشاد الموهوبين بين الواقع والمأمول

بقلم/ دكتورة سلوى سليمان

الجزء الأول : لماذا إرشاد الموهوبين؟

يعد الموهوبين فئة مميزة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، تمتاز بخصائص نفسية واجتماعية وتختلف عن غيرهم ممن هم في نفس عمرهم، لذا نجدهم لا يجدون أنفسهم ويعيشون حالة من الإحباط لأنهم لا يجدون الرعاية الكاملة التي تسد احتياجاتهم، ومن هنا تجلى دور الإرشاد لسد القصور الذي تحتويه البرامج التربوية التي تقدم إليهم؛ مما أثر ذلك سلبا على دافعيّتهم للإنجاز كذلك قابليتهم للتعلم، وثقل ما يمتلكون من مواهب مختلفة.

وهم فعليا يعانون من مشكلات عديدة أكثر من الطلبة العاديين، حيث يمتلكون العديد من الخصال والخصائص، والتي إن اغفلت تفاقمت معاناتهم ومعاناة من حولهم وخاصة أفراد الأسرة وايضا معلميهم.

فهم يحتاجون إلى رعاية خاصة شاملة متكاملة وبالتالي خدمات إرشادية متنوعة، لأنهم في أمس الحاجة إلى هذه الخدمات لما لديهم من طاقات وإمكانات وأفكار أكثر من غيرهم، وقطعا مختلفة عنهم، ولذلك لا يستغني عن إرشادهم، بل لابد أن تقدم لهم حزمة من الخدمات الإرشادية المتنوعة.

فرعاية الطفل الموهوب تعتبر تحديا حقيقيا للأسرة والمدرسة علي حد سواء. ومن منطلق أن هذا الطفل معرض للخطر في حال عدم شملة بالرعاية الكافية من قبل من يحيطون به على كافة الأصعدة، أيضا تقبلهم داخل إطار البيئة التي يعيشون فيها وتشجيعهم وتحفيزهم المستمر وتطوير وسائل تعليمهم، مع حتمية الاستمرار في إرشادهم وإرشاد الأشخاص المسؤولين عن رعايتهم وخاصة إرشاد نفسي حيث انهم ذوي وضع وجداني انتقالي يمتازون به عن العاديين.

وتمثل خدمات الإرشاد جزء أساسي من برنامج رعاية الموهوبين والمتفوقين ، ويبقى أي برنامج تربوي يقدم للموهوبين قاصر على تلبية احتياجات الطلاب ما لم يتم تضمينه خدمات إرشادية منظمة ومتكاملة ، وذلك لأن إهمال هذه الخدمات يؤثر بصورة سلبية على دافعيتهم للتعلم والإنجاز ، وطموحاتهم المستقبلية ، وتقديرهم لذاتهم ، ونموهم العاطفي ، وعلاقتهم الاجتماعية ، ونموهم المهني , كما أن خدمات الإرشاد ضرورية لمساعدة الطلاب الموهوبين على التكيف مع حقائق عالمهم الخارجي التي تكون محبطة في بعض الأحيان , ومع مكونات عالمهم الداخلي بما يحويه من قدرات ودوافع وميول وقيم واتجاهات.

ويقدم الإرشاد لأسر الموهوبين خدمات متنوعة منها
الخدمات الإرشادية الوقائية والتي تهدف إلى حمايتهم من التعرض لمشكلات متعددة، كالانفعالات السلوكية، التعليمية، والاجتماعية، وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق الانسجام الشخصي، المدرسي، الاجتماعي، ومظاهر الصحة النفسية السليمة. وخدمات إرشادية نمائية تسعى إلى إمكانية توفير الخطط والبرامج والأنشطة الملائمة لتطوير مهاراتهم ومقدراتهم إلى أبعد الحدود. وايضا خدمات إرشاية علاجية وتهدف إلى مساعدتهم على التخلص من ما يواجههم من مشكلات، والتخفيف ما أمكن من نتائجها السلبية على شخصياتهم.
اخيرا… من الأجدى أن تُشمل هذه الفئة بالرعاية المتكاملة، في سياج مقنن كسحر سيال يطفو بين ثنايا التميز والعبقرية دون تجاهل توجييههم، وإرشادهم، حيث يعد هذا الإرشاد بمثابة تقويم لأدائهم، والوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية التي تعوق نمو قدراتهم ومواهبهم؛ كي يرتشفون كل ما يتخطى المكانية والزمانية للوصول بهم قُدما إلى ذروة الإبداع…..

سلسلة مقالات إرشاد الموهوبين بين الواقع والمأمول
Comments (0)
Add Comment