بقلم/مازن السيد
يحكي أن في يوم من الأيام في مدينة كبيرة عالية الأسوار كان هناك رجلًا من أغنى أغنياء المدينة وأثريائها المعدودين ،كان هذا الرجل يمشي وحده في المدينة وكان كله زهو وفخر، وتكبر، وكان متفاخراً بغناه ، وثرائه الفاحش، وملابسه الغالية النفسية للغاية بالإضافة إلى مجوهراته الرائعة الغالية وبينما هو على هذا الحال يمشي في فخر وسعادة.
رأى رجلاً فقيراً ومتواضع الهيئة في طريقه، كان ذلك الرجل الفقير يحمل على ظهره الكثير من الحطب الثقيل الملفوف على هيئة حزمة كبيرة جدًا مما جعلها ثقيلة الحمل على ظهر الرجل الفقير مما دفعه إلى أن يأتي مسرعًا في طريقه بسرعة بالغة حتى يخلص من حمله الثقيل.
يأتيه مسرعاً وهو يحمل علي ظهره حزمة كبيرة من الحطب وقطرات العرق تتناثر علي جبينه، تبدو عليه علامات التعب والارهاق والفقر واضحة، كان هذا الفقير يمر بجانب الغني مسرعاً فأخذ يصيح ، ينادي بأعلى صوت لديه : ” هيا افسحوا الطريق إليّ على الفور أيها المخلصون فحملي ثقيل للغاية، أخذ الرجل يكرر جملته أكثر من مرة ولكن بلا جدوى.
لما رأي الغني هذا المشهد وقف أمام الفقير الذي يحمل الحطب الثقيل علي ظهره عن عمد كأنه لم يسمع نداء هذا الرجل المسكين، فإذا بالرجل يصطدم به والحطب يمزق ثوب الغني !! هنا أخذ الغني يصرخ بأعلى صوته ويصيح في الحطاب المسكين : هل تعلم ما ثمن هذا الثوب الذي مزقته أيها الغبي ؟! وصمم الغني أن يأخذ الرجل إلى القاضي ويخبره بالحادثة،فذهبوا إلى القاضي فوراً
فقال القاضي للحطاب : لماذا لم تفسح الطريق ؟ فسكت الحطاب ولم يجد ما يرد به علي القاضي، هنا غضب القاضي وقال للرجل الغني : كيف يمكنك أن تقاضي رجلاً لا يتحدث ؟ فصاح الغني : لا إنه يتكلم، وقد كان ينادي في الطريق بأعلى صوته : افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق، ابتسم القاضي في سخرية قائلاً : إذًا أنت من تستحق العقاب أيها المغرور، لأنك لم تفسح الطريق أمام هذا العامل المسكين الذي يعمل لأجل كسب لقمة عيشه .