الحب نبض القلب 

 

بقلم _ عادل النمر 

مشاعر الحب أسمى عاطفة أودعها الله في قلب الإنسان .

ما أجمل الحياة عندما يملؤها الحب ، وما أصعبها عندما لا نجده .

نحن لا نبحث عن الحب ، فالحب سيأتى عاجلا أم آجلا ، نحن نبحث عن مشاعر قوية صادقة وقلوب تصدق لاتجرح ولاترحل ولاتخذل .

قلوبنا خلقت لتنبض بالحب وأرواحنا تتنفس به ، أرواحنا خلقت لفترة من الزمن وسترحل باكية .

لا سلطة لنا على قلوبنا فهي تنبض لمن أرادت ، متى أرادت ، وكيف أرادت بعضهم ينبض القلب له وبعضهم ينبض القلب به وبعضهم هم النبض بحد ذاته . 

فالحب لايعرفه سوى أصحاب القلوب البيضاء النقية هم ملائكة الرحمة ، التى تبعث الأمل فى نفوسنا الحزينة ويخففوا عنا قسوة الحياة . قليلة تلك القلوب التى تعطى بلا مقابل 

المسافات مجرد وهم عندما يتعلق الأمر بالقلوب . فجمال الروح هو الشئ الوحيد الذى لايستطيع الزمن أن ينال منه هى فقط أرواحنا تتلاقى وتتعانق دون لقاء .

مهما بلغت قوة شخصيتك هناك دائما شخص يمكن أن يجعلك ضعيفا أمامه ليس ذل ولا خوف إنما هي مكانة راقية في قلبك له.

الحب ميزان القلب والعقل ، وبدونه يصبح نبض القلب خالى من الحياة .

إن مشاعر الحب تبقى فوق القياس والتجربة، فلكل مرحلة عمرية مشاعرها ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، فلغة الحب فطرية وليست صناعية، وكلما كان الإنسان أقرب إلى طبيعته الفطرية حيث الصفاء والنقاء والتلقائية كلما تواجد الحب بقلبه بكثرة وأدرك أهمية الحب، وبقدر حظ الإنسان من فطرته الأولى سيدرك الحب الحقيقي، فهناك أشخاص نتعامل معهم فنشعر براحة تصل لدرجة السكينة، والبعض عندما نقابلهم نشعر بالقلق والارتباك والضيق، هي طاقات الحب لا يمكن أن نلمسها ولكن نحس بها، فلا نستطيع رؤية ما بداخل الآخر ولكن نستطيع أن نحس بما يضمره سواء حب أو تشاؤم، كراهية، رحمة، خير، وهي سلوك مكتسب يحتاج إلى تعويد، وقناعة داخلية مليئة رضا وحباً، وكلما كانت مشاعرك أقرب للطفولة أي أقرب للفطرة بعفويتها وتعبيراتها وانفلاتها من قيد عالم الكبار، ستحب بشغف وانطلاق ومتعة تضاهي كل جمال، فالحب هو إحياء للطفولة التي ماتت فينا بفعل طاحونة الحياة المعقدة التي دهستنا تحت عجلتها 

وأفقدتنا معنى أن نكون نحن بلا رتوش، فالإنسان ما لم يكن الحب قد عمّر قلبه وروحه فلا يمكن أن تنجح أي خطة في أن تحدد مساره أو تبني طريقاً له في الحياة .

كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب. الحب استمرارية ونقاء، والكراهية موت وشقاء. تولد السعادة من حب الغير، ويولد الشقاء من حب الذات. 

ألم تسأموا من حياة الماديات وطغيانها على كل شيء حولنا، ألا يحق لأرواحنا أن تستريح تحت ظل الحب، إننا لا نستطيع امتلاك أي يقين تجاه أي شيء غير مشاعرنا التي نتيقنها مع أول خفقة للقلب.

هى حياة واحدة سنحياها ثم نموت، فلنتعلم كيف نجعلها بسيطة ممتعة فهى زائلة فانية .

 اللهم أرزقنا سعادة القلب وطمأنينة النفس وسكينة الروح ، يارب أجعل قلوبنا تنبض بالحب ، وأجعل نهرا من الحب يجرى فى عروقنا وقلوبنا وأجمعنا مع من نحب .

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

الحب نبض القلب
Comments (0)
Add Comment