بقلم – سالي شرقاوي
الشخصية المصرية عبارة عن مجتمع مسرحي تختلف فيه الأدوار باختلاف الشخصيات ، لا يستطيع أحد مهما كانت قدرته أن يرسم دورها أو يتوقع قدرتها ، بمعني أنه لا يستطيع أحد مهما كان أن يعرف حدود تلك الشخصية العظيمة . فلولاها لفقد التاريخ الكثير من معالمه وفخامته و أسسه ، فدارت هذه الشخصية وتمثلت في ثلاثة أدوار علي مسرح الحياة ، فهناك شخصية ذات العزيمة القوية التي تتمسك بعاداتها و تقاليدها والتي تحدت الكثير من الصعاب لتصل إلى ما هي عليه اليوم مثل اللاعب محمد صلاح الذي هو مثال حي لهذه الشخصية فأصبح أفضل لاعب في أفريقيا مرتين علي التوالي ليس في أفريقيا فقط ولكنه أصبح من أفضل اللاعبين في العالم بأكمله بالعزيمة و الإصرار التي كانت لديه حيث تحدي الكثير و الكثير من المدربين و رغم فشله في بداية حياته في الكثير من النوادي الرياضية إلا انه استطاع أن يجعل بلدة فخوره به وبلعبه فهو نموذج للشاب المصري الطموح .
ثم جاء دور الشخصية الثانية في حب المطالعة و معرفة كل ما هو جديد والمثابرة علي عدم الفشل أو الوقوع حتى نيل الآمال و تحقيق الأمنيات والوصول إلى أعلي المناصب رغم وجود العقبات في طريقة مثل الدكتور طه حسين الذي تحدي فقدانه لبصره حيث تقلد العديد من المناصب حتى وصل إلي عميد الأدب العربي وله العديد من المؤلفات مثل كتاب الأيام و كتاب قادة الفكر كل التحية لهذه الشخصية المصرية التي استطاعت أن تتحدي الكثير من العقبات .
وجاء دور الشخصية الثالثة مثل بعض الشباب الذين نراهم في هذه الأيام ينساقون وراء أفكار هدامة فلا حول لهم ولا قوة ينغمسون بين التشويش ولا يعلمون إلي أين يذهبون هنا أم هناك فالكثير من الشباب يتركون فكرهم لغيرهم فيجدون أنفسهم يتبعون أفكار و يخرجون خارج مبادئهم و عاداتهم و تقاليدهم التي تربوا عليها !!
ولكن في العموم ما رأيت أعظم من الشخصية المصرية فهي تتسم بالكثير من الصفات مثل الأخلاق و التدين و الحب و العدالة و الرحمة ورفض الظلم و القسوة والبهجة و التفاؤل والكثير من الصفات .
فكان المجتمع المصري منذ نشأته حريصا علي وحدته وتماسكه ، حيث أدرك المصري القديم أن الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع هما أساس التقدم والازدهار، لذلك حرص علي تطبيق العدالة والمساواة أمام القانون بين أفراد المجتمع دون تمييز بينهم ،
ولذلك إننا إذا تحدثنا عن المصريين وطابعهم القومي و الحضاري العام ، فإننا لا نستطيع في يسر إن نقول عنهم أمه محافظة علي القديم فقط ، لأنهم بجانب المحافظة علي القديم استطاعوا و بنجاح التطور و التقدم في أغلب المجالات مثل مجال الطاقة المتجددة التي استمدناها من الموارد الطبيعية التي لا تنفذ مثلما ذكر في كتاب الطاقة المتجددة للمهندس بشير صبحي أحمد ، أيضا المشروعات القومية مثل إنشاء كباري و مدن جديدة وخصوصا في هذا العصر الذي يسمي بالعصر الرقمي .
فبدون الشخصية الأولي لفقدنا عاداتنا و تقاليدنا و بدون الشخصية الثانية لفقدتنا تطورنا و تقدمنا و بدون الشخصية الثالثة لفقدنا سمة الإثارة في مجتمعنا المصري . هكذا شعب مصر قد عرف كيف يساير الزمن علي مدي تاريخه ، وكيف يجدد حياته ، ويغذي حضارته بما يبتكر ، أو بما يقتبس من حضارات الآخرين سواء كانت الشرق أو من الغرب .