آفة حارتنا النفاق

بقلم – ياسمين إبراهيم
الأخلاق قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهي الأساس الذي يقوم عليه مبادئ الشريعة الإسلامية، فهي الدرع الواقي من المسببات المؤدية لانهياره، وخلو المجتمعات من الأخلاق
ينتج عنه مجتمعًا ضعيفًا ومفككًا، يخلو من الوئام والثقة فيما بين أفراده، يحتاج إلى تربية حكيمة للأجيال منذ صغرها لتستمر وتنمو، فالأجيال التي تعلمت الصدق والمروءة والإخلاص أجيال قوية ومحبة للوطن، تسعى لرفعته وتحسينه، وتحارب ضد اللأخلاقية، وتنبذ كل صفة اجتماعية تمسه بسوء، ومنها النفاق .
يعد النفاق ظاهرة منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا، حيث يشمل الكثير من الأفعال، كالتصنع والتلون في العلاقات والكذب والخداع، وحب الشهرة وطلب المناصب من أجل المصالح الشخصية، حيث تحل الأنانية أمام الشعور بالآخرين واحتياجاتهم .
ومعناه إظهار المرء خلاف جوهره، وإظهار الإيمان وإخفاء الكفر والجحود، وقد عرفه العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي على أنه مرض عضال باطن، أي أن المرء نفسه قد لا يدري إن كان مصاباً به أم لا، فهو يخفى على الكثير من الناس.
النفاق صفة منبوذة ومكروهة بين البشر تم انتشارها بشكل كبير داخل مجتمعاتنا، وهو التظاهر بشخصية على غير حقيقتها، كأن يتظاهر الشخص بأنه يتبع الفضيلة والإيمان، ويحاول أن يتصف بالصفات الحميدة والأخلاقيات العالية وهو في الحقيقة مخادع وشخصيته الحقيقية عكس ما يظهره تمامًا
و دائما من صفات المنافقين أن يرددون بألسنتهم كلامًا لا يعبر عما في قلوبهم،
ينشرون فسادًا في الأرض سواء بقولهم أو بفعلهم.
النفاق في الإسلام معناه إظهار الإيمان وإخفاء الكفر، فيقول الله تعالى في سورة البقرة “يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10).
وللنفاق آثار سلبية
كانتشار الصفات السيئة مثل الحقد والبغض والكراهية، وقد يرجع سبب انتشار تلك الصفات إلى مقارنة الأفراد بعضهم ببعض. اهتمام الأشخاص بالجانب الشكلي المظهري، وبالتالي سيتم صرف مبالغ على الكماليات والغير ضروريات. مما يؤثر على الاحتياجات الأساسية، يسبب ذلك حدوث اكتئاب، وعدم راحه نفسيه للأفراد. الظلم الذي قد يقع على بعض الأشخاص نتيجة حرمانهم من حقوقهم وحصول أشخاص آخرين غير مستحقين عليه. البعد عن القيم الإنسانية والمساواة. ظهور العنصرية بين الأفراد. شعور الأشخاص السويين بالنقص، مما قد يدفعهم لأن يصبحوا من ضمن المنافقين، ويبتعدوا عن عالم الأخلاق والمثل العليا .
اعقل أمورك جيدًا ولا تدع عقلك يصدق أي شيء لا تسلم عقلك لأي شخص، وكن على استيقاظ دائما وتوقع أسباب قد تدفع الشخص الذي أمامك إلى نفاقك.
المجاملة هي النفاق الصغير
اجتنب مصاحبة المنافق، فإن اضطررت إليه فلا تُصَدِّقْهُ.
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن النفاق ” من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، فمن توفرت فيه واحدة ففيه شعبة من شعب النفاق .

آفة حارتنا النفاق
Comments (0)
Add Comment